السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
Yayıncı
دار السلام
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٨ هـ
Yayın Yeri
القاهرة
Türler
اهتمام كل الناس، مسلمين، وغير مسلمين على مدى تاريخه كله. وأظن أن هذا الاهتمام سيستمر ما استمرت الحياة، ولن يبلغ الكتّاب والمؤلفون مهما كتبوا وألفوا جوانب العظمة في شخصية الرسول ﷺ، وليس هناك أبلغ- في هذا المجال- من الكلمة التي قدّم بها فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الأسبق، كتاب حياة محمد للأستاذ الدكتور محمد حسين هيكل حيث قال: «منذ وجد الإنسان على الأرض، وهو مشوق إلى تعرف ما في الكون المحيط به سنن وخصائص، وكلما أمعن في المعرفة ظهرت له عظمة الكون أكثر من ذي قبل، وظهر ضعفه وتضاءل غروره.
ونبي الإسلام- صلوات الله عليه وسلامه- شبيه بالوجود. فقد جدّ العلماء منذ أشرقت الأرض بنوره يلتمسون نواحي العظمة الإنسانية فيه، ويلتمسون مظاهر أسماء الله جلت قدرته في عقله وخلقه وعلمه، ومع أنهم استطاعوا الوصول إلى شيء من المعرفة، فقد فاتهم حتى الآن كمال المعرفة. وأمامهم جهاد طويل وبعد شاسع وطريق لا نهاية له» «١» .
وندر أن نجد في التاريخ البشري رجلا عرفت حياته- الخاصة والعامة- بكل تفاصيلها ودقائقها كما عرفت ودرست حياة النبي محمد- ﵊ «فحتى قضاؤه لوطره، واغتساله بعده، وطريقة غسله، ونومه، وطريقة قضائه لحاجته واغتساله منها، كل ذلك نقله إلينا التاريخ، بطريقة موثقة، ندر أن توثق بها نصوص في التاريخ» «٢» .
يقول المستشرق مونتيه في وصف وضوح حياة الرسول ﷺ: «ولقد ندر بين المصلحين من عرفت حياتهم بالتفصيل مثل محمد، وإن ما قام به من إصلاح الأخلاق وتطهير المجتمع يمكن أن يعد به من أعظم المحسنين للإنسانية» «٣» .
* دوافع المسلمين للاهتمام بسيرة الرسول ﷺ:
ليس هناك شخصية تاريخية لقيت من اهتمام الدارسين والباحثين قديما وحديثا كما لقيت شخصية الرسول محمد ﷺ وليس هناك أمة اعتنت بتاريخ نبيها- بكل
_________
(١) من تقديم الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي لكتاب حياة محمد.
(٢) د. عبد الحليم عويس- المرجع السابق (ص ٦٧) .
(٣) المرجع السابق (ص ٦٨) .
1 / 17