284

The Nature of Innovation and Its Rulings

حقيقة البدعة وأحكامها

Yayıncı

مكتبة الرشد

Yayın Yeri

الرياض

Türler

وبهذا الاعتبار جعلت البدعة: الإحداث في الدين، وقيدت بالدين، لأنها تخترع فيه، وينسبها صاحبها إليه، ويجعلها منه فيتعبد بها ويتقرب إلى الله بفعلها.
ثالثا ً: البدعة تكون بالفعل والترك:
وهذا يشمل البدعة الفعلية والبدعة التركية، أي أن البدعة تكون بفعل غير المشروع، كما تكون بترك ما هو مباح أو مشروع، أو بعبارة أخرى فعل ما تركه الشارع وترك ما شرعه، أو ما أباحه تقربا ً وديانة ً ...
فأما فعل غير المشروع فواضح، وأمثلته كثيرة، ومن أدلته: «من عمل عملا ً ليس عليه أمرنا فهو رد» .
فإذا فعل المكلف ما تركه رسول الله ﷺ مع وجود الداعي لذلك، وانتفاء الموانع فقد ابتدع، وأمثلة ذلك:
الجهر بالنية في الصلاة، والأذان في العيدين، والاجتماع على صلاة معينة في أول رجب، أو أول جمعة فيه، وأو في ليلة النصف من شعبان، ونحو ذلك.
وأما ترك المشروع فهو: أن يترك المكلف ما فعله رسول الله ﷺ أو شرعه أو أباحه تدينًا.
ومثال ذلك ما رواه الترمذي، عن ابن عباس ﵄: أن رجلًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت النساء، وأخذتني شهوة فحرمت علي اللحم، فأنزل الله تعالى:

1 / 298