The Muhammadan Message

Syed Sulaiman Nadvi d. 1373 AH
132

The Muhammadan Message

الرسالة المحمدية

Yayıncı

دار ابن كثير

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ

Yayın Yeri

دمشق

Türler

وطبقاتهم في الثقافة والمجتمع، وأنه لم يكن هناك أيّ قيد يمنع أيّ إنسان من الالتحاق بها، فكأنها مأدبة كريم يدعو الجفلى. فتعالوا نلق نظرة أخرى على هذه المدرسة؛ لنصدر حكمنا الصحيح على حقيقتها، ومكانتها، ومنزلتها من معاهد الهداية والحكمة. ولنر إن كانت خاصّة بعلم دون غيره من العلوم، أم هي جامعة كبرى يجد فيها طلاب المعارف أجمعون كلّ ما ينشدون، ويتعطشون إلى معرفته من حقائق الوجود، ليختاروا منها ما يوافق أذواقهم، ويلائم طباعهم، ويروي ظمأهم. انظر إلى مدرسة موسى ﵇؛ تجدوا فيها عددا من قادة الجيش، أو قضاة المحاكم، أو طائفة قليلة من ذوي المناصب الدّينية، وابحثوا عن تلاميذ عيسى سلام الله عليه؛ تجدوا فيهم طائفة من الزهّاد والنساك، يتنقلون بين سكك فلسطين، ويتجوّلون في شوارع مدنها. أما الذين دخلوا في الإسلام، واتّبعوا محمدا ﷺ؛ فتجدون فيهم أصحمة النجاشي «١» ملك الحبشة، وفروة عظيم معان، وذا الكلاع «٢» رئيس حمير، وفيروزا الديلمي، ومركبود من سادة اليمن ورؤسائها، وعبيدا وجيفرا من ولاة عمان. انظروا مرّة أخرى تجدوا يما يقابل هؤلاء الملوك والولاة والرؤساء بلالا، وياسرا «٣»، وصهيبا، وخبّابا، وعمارا «٤»، وأبا فكيهة «٥» من العبيد

(١) هو أصحمة بن أبجر الملقب بالنجاشي ملك الحبشة، هو ممن لم ير النبي ﷺ. (٢) هو ذو الكلاع الحميري، كان حاكما على بعض مناطق اليمن والطائف، وكان ملكا على قبيلة حمير القوية، وكان يدّعي أنه إله ويأمر الناس بالسجود له، ولما أسلم أعتق في يوم واحد ثمانية عشر ألفا من العبيد، وفي عهد عمر الفاروق تخلّى من نفسه عن الحكم، وقدم إلى المدينة المنورة حيث عاش فيها حياة كلها زهد، وتقوى. (٣) هو ياسر بن عامر المذحجي: صحابي، من السابقين إلى الإسلام. آمن هو وزوجته وابنه عمار، وعذّبهم مشركو قريش، وقتل أبو جهل سمية (زوجة ياسر) . ومات ياسر في العذاب سنة (٧) ق هـ. الإصابة (ت ٩٢٠٩) . (٤) هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني، هو أحد السابقين إلى الإسلام والجهر به. كان الرسول ﷺ يلقبه «الطيب المطيّب» شهد معظم الوقائع، شهد وقعة الجمل وصفين مع علي ﵁، وقتل في الثانية سنة ٣٧ هـ. وله ٦٢ حديثا مرويا. (٥) هو أبو فكيهة مولى بني عبد الدار، أسلم قديما بمكة، وكان يعذّب ليرجع عن دينه فيمتنع، هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، توفي قبل بدر.

1 / 132