The Modern Spring in Explanation of the Hadith
المنهل الحديث في شرح الحديث
Yayıncı
دار المدار الإسلامي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
٢٠٠٢ م
Türler
١٨ - عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته".
-[المعنى العام]-
للإسلام حقوق، وعلى المسلم واجبات، ولمنح هذه الحقوق واستيفاء تلك الواجبات كان لا بد من علامة يعرف بها المسلم، ويبين بها المرء عن قبوله للإسلام ودخوله فيه، وقد نصت أحاديث كثيرة صحيحة وصريحة بأن أهم وأبرز هذه العلامات شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأنها وحدها تحقن الدم، ولذا عنف رسول الله ﷺ أسامة بن زيد، على قتله الكافر المحارب بعد أن قالها، لكنها وإن حقنت الدم ابتداء، لا تحقنه دواما إذ لا بد من أن يضم إليها الصلاة والزكاة، عملا بقوله ﷺ "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" ولا بد أن يضم إليها كذلك الإيمان والإقرار بأصول الشريعة ولا ينكر ما علم من الدين بالضرورة، عملا بالحديث الصحيح" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم إلا بحقها، وحسابهم على الله".
ومما جاء به ﷺ استقبال الكعبة في الصلاة بصريح القرآن الكريم ﴿فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾ ومشروعية ذكاة الحيوان والطير وذبحه وتحريم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، والمنخنقة، والموقوذة والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع، وما ذكر على ذبحه اسم غير الله، بنص القرآن الكريم، فكان ذلك علامة من علامات إسلام المرء، وكان دليلا على استحقاقه حقن الدم وحرمة المال، وعهد الله، وأمان رسوله ﷺ، وكان ملزما للمسلمين أن يرعوا هذه الذمة، ولا يخونوها، وأن يعطوا من هذه
1 / 87