The Methodology of Sheikh Islam Muhammad bin Abdul Wahhab in Interpretation
منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير
Yayıncı
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Türler
والقوة، فقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ أي إياك نوحد، ومعناه أنك تعاهد ربك أن لا تشرك به في عبادته أحدا، لا ملكا، ولا نبيًا ولا غيرهما كما قال للصحابة: ﴿وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ١. فتأمل هذه الآية.
واعرف ما ذكرت لك في الربوبية أنها التي نسبت إلى "تاج" و"معمد بن شمسان" ٢ فإذا كان الصحابة لو يفعلونها مع الرسل كفروا بعد إسلامهم، فكيف بمن فعلها في تاج وأمثاله؟
وقوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ هذا فيه أمران: أحدهما: سؤال الإعانة من الله، وهو التوكل والتبريء من الحول والقوة، وأيضًا طلب الإعانة من الله كما مر أنها من نصف العبد٣.أ. هـ.
فانظر إلى كلامه "﵀" عند تفسير هذه الآية العظيمة التي تضمنت الدين كله كما قال، حيث إن العلاقة بين المخلوق والخالق عبادة من المخلوق للخالق، وتكرم بالعون من الخالق للمخلوق، فنصرف لله وحده ماله من العبادة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، ونسأله التفضل علينا بالعون في جميع الأمور، ونتوكل عليه سبحانه، فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، ومن هنا كان الدين كله يرجع إلى هذين المعنيين كما قال الشيخ.
١ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٦".
٢ هما رجلان سلك الناس فيهما- في ذلك الزمن - سبيل الطواغيت، ورفعوهما إلى مقام الألوهية بل الربوبية.
أما محمد بن شمسان فقد كان له أولاد يأمرون الناس ويندبونهم لينذروا اله ويعتقدوا فيه الولاية.
أما "تاج" فكان بعض الناس يعتقدون فيه الولاية، وكانوا يأتونه لقضاء حاجاتهم، وكان هو يأتيهم من بلده الخرج إلى الدرعية لتحصيل ما تجمع من النذور، وكان أهل البلاد المجاورة يعتقدون فيه اعتقادًا عظيمًا، فخافه الحكام، وهاب الناس أعوانه وحاشيته. وزعموا أنه أعمى وأنه يأتي من بلده من غير قائد. وغير ذلك من الحكايات والاعتقادات التي ضلوا بسببها عن الصراط والمستقيم.
انظر: روضه الأفكار "٢٢٦،٢١٦،١٨٨،١٧٨،١٥٥،١٣٠:١" وتاريخ نجد "المحرر ١:١٢" والرسائل الشخصية ص "٥٢، ٧٥، ١٧٢، ٢٤٠".
وتحقيق الدكتور/ فهد بن عبد الرحمن الرومي لسورة الفاتحة ص "٤٥" الطبعة الخامسة.
٣ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٦".
1 / 140