The Messengers and the Messages
الرسل والرسالات
Yayıncı
مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،الكويت،دار النفائس للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yılı
١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
ويخوِّفون العصاة بالشقاء الدنيوي (ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكًا) [طه: ١٢٤] ويحذرونهم العذاب والهلاك الدنيوي (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود) [فصلت: ١٣]، وفي الآخرة يبشرون الطائعين بالجنة ونعيمها (ومن يطع الله ورسوله يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم) [النساء: ١٣] .
ويخوفون المجرمين والعصاة عذاب الله في الآخرة، (ومن يعص الله ورسوله ويتعدَّ حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مُّهينٌ) [النساء: ١٤] .
ومن يطالع دعوات الرسل يجد أنّ دعوتهم قد اصطبغت بالتبشير والإنذار، ويبدو أنّ التبشير والإنذار على النحو الذي جاءت به الرسل هو مفتاح النفس الإنسانية، فالنفس الإنسانية مطبوعة على طلب الخير لذاتها، ودفع الشر عنها، فإذا بصّر الرسل النفوس بالخير العظيم الذي يحصِّلونه من وراء الإيمان والأعمال الصالحة فإن النفوس تشتاق إلى تحصيل ذلك الخير، وعندما تُبيَّن لها الأضرار العظيمة التي تصيب الإنسان من وراء الكفر والضلال فإنّ النفوس تهرب من هذه الأعمال، ونعيم الله المبشر به نعيم يستعذبه القلب، وتلذُّه النفس، ويهيم به الخيال، اسمع إلى قوله تعالى يصف نعيم المؤمنين في جنات النعيم: (على سررٍ مَّوضونةٍ - مُّتَّكئين عليها متقابلين - يطوف عليهم ولدانٌ مُّخلدون - بأكوابٍ وأباريق وكأسٍ من مَّعينٍ - لا يصدَّعون عنها ولا ينزفون - وفاكهةٍ ممَّا يتخيَّرون - ولحم طيرٍ ممَّا يشتهون - وحور عينٌ - كأمثال اللؤلؤ المكنون - جزاء بما كانوا يعملون - لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا - إلاَّ قيلًا سلامًا سلامًا - وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين - في سدرٍ مَّخضودٍ - وطلحٍ منضودٍ - وظلٍ مَّمدودٍ - وماءٍ مَّسكوبٍ - وفاكهةٍ كثيرةٍ - لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ - وفرشٍ مَّرفوعةٍ - إنَّا أنشأناهن إنشاءً - فجعلناهنَّ أبكارًا - عربًا أترابًا - لأصحاب اليمين) [الواقعة: ١٥-٣٨] .
وانظر إلى عذاب الكفرة في دار الشقاء (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال - في سمومٍ وحميمٍ - وظلٍ من يحمومٍ - لا باردٍ ولا كريمٍ - إنَّهم كانوا
1 / 48