156

The Major Issues

القضايا الكبرى

Yayıncı

دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق

Baskı Numarası

١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١

Yayın Yeri

سورية

Türler

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يجب أولًا أن نحدِّد المصطلح: إننا نعني بالمستشرقين الكتاب الغربيين الذين يكتبون عن الفكر الإسلامي وعن الحضارة الاسلامية. ثم علينا أن نصنف أسماءهم في شبه ما يسمى «طبقات» على صنفين: أ - من حيث الزمن: طبقة القدماء مثل جربر دوريياك والقديس توماس الأكويني، وطبقة المحدثين، مثل كاره دوفو وجولدتسهير. ب - من حيث الاتجاه العام نحو الإسلام والمسلمين لكتابتهم: فهناك طبقة المادحين للحضارة الإسلامية وطبقة المنتقدين لها المشوهين لسمعتها. هكذا، وعلى الترتيب يجب أن تقوم كل دراسة شاملة لموضوع الاستشراق، إلا أننا، من الوجهة الاجتماعية الخاصة التي تهمنا في هذا البحث وفي النطاق الضيق المحدد لهذه السطور، نختار عن قصد فصلًا خاصًا، اختيارًا تبرره مبررات إلغائنا للفصول الأخرى. إنه لمن الواضح أن المستشرقين القدماء أثروا وربما لا يزالون يؤثرون على مجرى الأفكار في العالم الغربي دون أيما تأثير على أفكارنا، نحن معشر المسلمين، إن ما كتبوا كان قطعًا المحور الذي تحركت حوله الأفكار التي نشأت عنها حركة النهضة في أوروبا، بينما لا نرى لهم أي تأثير فيما نسميه النهضة الإسلامية اليوم. فلنترك إذن قضيتهم جانبًا لمن تهمه دراسة التاريخ العام، كما نترك أيضًا قضية المنتقدين للحضارة الإسلامية المحدثين، حتى ولو كان لهم بعض الأثر في تحريك

1 / 167