The Major Issues
القضايا الكبرى
Yayıncı
دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق
Baskı Numarası
١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١
Yayın Yeri
سورية
Türler
«لقد جعلتك لتكون نور الأمم، لتحمل الخلاص حتى أطراف الأرض» (أعمال الرسل: ١٣ - ١٤).
إذا به يبنى فوضى كونية حاملًا الحرب والعبودية والاستغلال إلى أقاصي المعمورة.
وها إن أبناءه انتهوا إلى لعنه، والهروب منه، وتدميره مؤكدين نبوءةٌ أخرى للإنجيل «سيكرهون بعضهم بعضًا. بسبب الفظائع التي ارتكبوها ولسبب سائر خطاياهم» (قزحيا: ٦ - ٩).
الغرب يموت، لكن بغير توبة ضمير، فها هي أميركا الكبرى تتهاوى تحت ضربات موجهة إليها من الداخل من (الشباب الغاضب)، من السود، ومن الرأي العام الذي يطرد رئيسا غير نزيه، ويمنى بالهزيمة في فييتنام.
أما أوروبا، فلم تعد سوى ظل نفسها فهي قد سقطت من الزمن.
إن قارِعَ منتصف الليل يقترب في الظلام.
...
يحدث أكثر من مرة في حوليات الفكر، أن رجلًا عظيمًا يمر وهو شبه مغمور في زمنه؛ نيتشه عرف الإهانة حين نشر مؤلفاته على نفقته. بينما مرت ستة قرون قبل أن يعترف لابن خلدون كأب لفلسفة التاريخ (بعض الطروحات تدعي عكس ذلك، إذ تعتبره أبًا لعلم الاجتماع، ونحن لا نعتقد ذلك، لأننا نرى فيه، وإن كان أول عالم اجتماع أكثر من عالم اجتماع. فهو المنشئ للتوقع والرؤية المسقبلية).
وفي بعض الأحيان فإن مجرى الأمور في عالمنا يؤدي إلى ظلم وإجحاف كبيرين عندما لا يبدو الفكر العالمي يستأهل بصورة مؤكدة التمجيد بعد الموت.
1 / 14