The Linguistic Interpretation of the Holy Quran
التفسير اللغوي للقرآن الكريم
Yayıncı
دار ابن الجوزي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٢هـ
Türler
(١) تشغل المصطلحاتُ مساحةً مهمَّةً في البحوث؛ لأنها تُحدِّدُ مسارَها، والملاحظُ أنَّ المتقدمينَ قد يتجاوزونَ فيها، فيتوسَّعون في إطلاقها، فيطلقون على علمٍ مصطلحَ علمٍ آخر، أو يكونُ المصطلح عندهم شاملًا لهما معًا، وهكذا. وهذا الموضوعُ بذاتِه جديرٌ بالبحثِ والتَّحريرِ، لكي لا يُحملَ مصطلحُ العلماء المتقدِّمين على مصطلحٍ استقرَّ بعدهم. ومصطلحات علومِ العربيَّةِ قد دخلها هذا التوسعُ في الإطلاقِ، ولذا قد يختلط مصطلحُ النَّحويِّين بمصطلح اللُّغويِّين، والنَّحويُّون يشتغلون بمعرفة ما يقع على اللفظ من تغيُّرات باختلاف موقعه من الجملة، وكذا ما يطرأُ على آخره أو غيره من تغيُّرات. وقد نصَّت بعض كتب التراجم على التفرقة بين المصطلحين؛ ككتاب: طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي (٣٧٩)، قال محمد: «نبدأ بذكر النحويين على طبقاتهم، واللغويين من بعدهم» (ص:٨). وقال الزجاجي (٣٣٧) في أماليه (ص:٣٥): «... فسكت الأصمعي، ولم يكن له علم بالعربية، وكان صاحب لغة، ولم يكن صاحب إعراب». وقال نصر بن علي - وهو يَعُدُّ أصحاب الخليل ـ: «وكان أبرعهم في النَّحو سيبويه، وغلب على النَّضْرِ بن شُمَيل اللُّغة ...» نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لأبي البركات بن الأنباري (ص:٥٥). وينظر: تهذيب اللغة (٣:٥٧، ٩:٢٠). وهناك كثيرٌ من الأمثلةِ في هذا المقام، وليس هذا محلُّ بحثِها، وإنما أردتُ أنْ أنبِّه إلى أنَّ جلَّ مادَّةِ البحثِ سيتعلَّقُ بمتنِ اللُّغةِ، وهو ما يخصُّ بيان مدلولاتِ الألفاظِ، واللهُ الموفِّقُ.
1 / 108