The Last Campaign on Constantinople in the Umayyad Era
الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي
Yayıncı
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Baskı Numarası
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
Türler
وقد ذكر ابن خياط أن مسلمة قاد في عهد أبيه حملة موفقة إلى بلاد الروم فتح فيها بعض الحصون ١ يرجح أن هذا الإعداد المذكور كان لها.
وهذا لا ينفي أن عبد الملك كان مدركًا لأهمية القسطنطينية بدليل توجيهه نظر أبنائه إليها، وتمهيده هو الطريق نحوها عندما زحف بنفسه إلى إقليم قيليقية بأرض الروم، وواجه الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني في فترة حكمه الأولى Justinian II (٦٨٥-٦٩٥ م) مع قواته عند مدينة سيواس Sebastopolis، وأنزل به هزيمة قاسية، مستفيدًا من العناصر السلافية في جيش الإمبراطور الحاقدة عليه والتي استمالها عبد الملك فانضمت إلى صفه، واستفادت الجيوش الإسلامية من خبرتها بالمسالك والدروب، فتابع المسلمون إغاراتهم وانتصاراتهم على المدن والحصون ٢.
إن غزو معاقل الروم على جبهة الحدود والتوغل في أراضيهم ومدنهم داخل العمق البيزنطي منذ أواخر عهد عبد الملك وطوال عهد الوليد كان هدفًا مدروسًا يراد به تحقيق عدة أمور؛ منها: تدريب القوات الإسلامية على مواجهة الروم في حروبهم ومعرفة أساليبهم القتالية، وأدواتهم، ومعرفة المسالك والدروب والطرق في بلادهم، وإزالة القوى والعقبات الواقعة في طريق زحف الجيوش الإسلامية نحو هدفها الرئيس القسطنطينية، ولذلك يلاحظ أنه لم تخل سنة من سنوات حكم الوليد (٨٦-٩٦؟/٧٠٥-٧١٥ م) من خروج جيش للغزو والجهاد، ودخول إلى بلاد الروم، وفتحٍ للمعاقل والحصون ٣.
_________
١ تاريخ خليفة ص ٢٩٣.
٢ العدوي، الأمويون ص ١٥٧، وفتحي عثمان، الحدود الإسلامية البيزنطية ٢/٧١-٧٢، وعبد اللطيف، العالم الإسلامي ص ٢٥٤.
٣ انظر مثلًا في أحداث سنة ٨٦ تاريخ الطبري ٦/٤٢٦، وفي أحداث سنة ٨٧ تاريخ خليفة ص ٣٠٤ وتاريخ الطبري ٦/٤٢٩، وفي أحداث سنة ٨٨ تاريخ خليفة ص ٣٠٥ وتاريخ الطبري ٦/٤٣٤، وفي أحداث سنة ٨٩ تاريخ خليفة ص ٣٠٥ وتاريخ الطبري ٦/٤٣٩، وفي أحداث سنة ٩٠ تاريخ خليفة ص ٣٠٦، وتاريخ الطبري ٦/٤٤٢، وفي أحداث سنة ٩١ تاريخ الطبري ٦/٤٥٤، وفي أحداث سنة ٩٢ تاريخ الطبري ٦/٤٦٨، وفي أحداث سنة ٩٣ تاريخ خليفة ص ٣٠٩، وتاريخ الطبري ٦/٤٦٩، وفي أحداث سنة ٩٤ تاريخ خليفة ص ٣١٠، وتاريخ الطبري ٦/٤٨٣، وفي أحداث سنة ٩٥ تاريخ الطبري ٦/٤٩٢، وفي أحداث سنة ٩٦ تاريخ الطبري ٦/٤٩٥. ويلاحظ أنه ما مرت سنة إلا وكان فيها غزوة أو أكثر صائفة أو شاتية، ويلاحظ أنه قام على جميع تلكم الغزوات رجال من بني أمية إما مسلمة أو أحد أبناء الوليد.
1 / 432