The Jurisprudential Selections of Shaykh Ubaid Allah Al-Mubarakpuri on Fasting and I'tikaf
الاختيارات الفقهية للشيخ عبيد الله المباركفوري كتاب الصيام والاعتكاف
Türler
الدليل الرابع: عن المُسْتورد بن الأحنف (١) قال: «جاء رجل (أي إلى ابن مسعود) فصلى معه الظهر فقال: إني ظللت اليوم لا صائم ولا مفطر، كنت أتقاضى غريما (٢) لي، فماذا ترى؟ قال: إن شئت صمت، وإن شئت أفطرت» (٣).
الدليل الخامس: عن معاذ بن جبل (٤) ﵁: «أنه كان يأتي أهله بعد الزوال، فيقول: عندكم غداء؟ فيعتذرون إليه، فيقول: إني صائم بقية يومي، فيقال له: تصوم آخر النهار؟ فيقول: من لم يصم آخره لم يصم أوله» (٥).
وجه الاستدلال: فهؤلاء جمع من الصحابة ﵃، لم يقيدوا جواز النية بما قبل الزوال، بل أجازوها إلى ما بعد الزوال.
قال إسحاق بن راهويه: "الأكثرون على أنه يجوز، وإن لم ينو إلا بعد نصف النهار، منهم: ابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، ومعاذ بن جبل: رأوا -إن لم ينو ليلا- أن يَصومَ في
(١) هو: المُسْتَورِد بن الأحنف الكوفي، من كبار التابعين، كان ثقة، وله أحاديث، روى له الجماعة سوى البخاري، روى عن: حذيفة، وابن مسعود، وغيرهما، وروى عنه: سلمة بن كهيل، وعلقمة بن مرثد. ينظر: تاريخ الإسلام ٢/ ١٠٠٤، تهذيب الكمال ٢٧/ ٤٣٧، تهذيب التهذيب ١٠/ ١٠٦.
(٢) الغَرِيم: الذي عليه الدين، وقد يكون غريم أيضا الذي له الدين. ينظر: الصحاح ٢/ ١٤٧٢، لسان العرب ١٢/ ٤٣٦ مادة: غرم.
(٣) أخرجه الشافعي في الأم ٧/ ٣٠٤، والطحاوي في معاني الآثار ٢/ ٥٦، كتاب الصوم، باب الرجل ينوي الصيام بعد ما يطلع الفجر، وعزاه ابن تيمية في شرح العمدة ١/ ١٩٢ لحرب.
(٤) هو: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، إمام الفقهاء، وأعلم الأمة بالحلال والحرام، شهد بيعة العقبة، والمشاهد كلها، وكان ممن جمع القرآن، بعثه النبي ﷺ بعد غزوة تبوك قاضيا لأهل اليمن، وقدم المدينة في خلافة أبي بكر، توفي في غزو الشام عام طاعون عمواس ١٨ هـ. ينظر: معرفة الصحابة ٥/ ٢٤٣١، تاريخ دمشق ٥٨/ ٣٨٣، سير أعلام النبلاء ١/ ٤٤٣.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٢٩١ رقم ٩١٠٨، كتاب الصيام، من كان يدعو بغدائه فلا يجد فيفرض الصوم.
1 / 191