The Insight in the Call to God
البصيرة في الدعوة إلى الله
Yayıncı
دار الإمام مالك
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م
Yayın Yeri
أبو ظبي
Türler
هو ﷺ، فخطب فحمد الله ثم قال: «ما بال أقوام يتنزهون عن شيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية» (١) .
وأيضا بلغه أن أهل بريرة ﵂ شرطوا أن الولاء لهم بعد بيعها، فقام فخطب الناس فقال: «ما بال أناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟ من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له، وإن شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق» (٢) .
وقد جرت عادة علمائنا ومشايخنا على ذكر النصائح العامة، وقد يستعمل في تبليغها وسائل الإعلام الحديثة، وفي الجزء التاسع من " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " شيء عظيم من هذا. وأما الموعظة الفردية فيجب أن تكون خاصة، تراعى فيها السرية التامة لا سيما مع ولاة الأمور؛ حتى يتحقق الهدف منها، فعن عياض بن غنم الفهري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذه بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذلك، وإلا كان قد أدى الذي عليه» (٣) .
وكانوا يعدون النصيحة بين الناس نوعا من الفضيحة.
وقال الشافعي: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.
وقال أبو الدرداء: من وعظ أخاه بالعلانية فقد شانه، ومن وعظه سرا فقد زانه.
يقول الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفراد ... وجنبني النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوع ... من التوبيخ لا أرضى استماعه
(١) أخرجه: البخاري (١٠ / ٥١٣) من حديث عائشة ﵂. (٢) أخرجه: البخاري (٤ / ٣٦٩)، ومسلم (١٠ / ١٤٤) . (٣) حديث صحيح: أخرجه: أحمد (٣ / ٤٠٣- ٤٠٤)، وابن أبي عاصم في السنة (٢ / ٥٢١) .
1 / 121