The Hidden Pearl in the Biography of the Trusted Prophet
اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
Yayıncı
المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
رَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَائِشَةَ ﵂، أَنَّ الحَارِثَ بنَ هِشَامٍ ﵁، سَألَ رسُولَ اللَّهِ ﷺ فقَالَ: يا رسُولَ اللَّهِ: كيفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ؟ فقَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وهُوَ أشَدُّهُ عَلَيَّ، فيُفْصَمُ عَنِّي، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وأحْيَانًا يتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فيكَلِّمُنِي فَأَعِي ما يَقُولُ" (١).
وعَنْهَا ﵂ قَالَتْ: ولَقَدْ رأيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ في اليَوْمِ الشَّدِيدِ (٢) البَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ، وَإنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا (٣).
وفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عنْهَا أيضًا أَنَّهَا قَالَتْ: . . . فَأخَذَهُ ما كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ (٤) عِنْدَ الْوَحْي، حتَّى إنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ (٥) مِنَ العَرَقِ، في
(١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب بدء الوحي إلى رسول اللَّه ﷺ رقم الحديث (٢) - ومسلم في صحيحه - كتاب الفضائل - باب عرق النبي ﷺ في البردِ، وحينَ يأتيهِ الوحيُ - رقم الحديث (٢٣٣٣) (٨٧).
(٢) قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٢): وفي هذا دَلالةٌ على كثرةِ مُعَاناةِ التَّعَبِ، والكَرْبِ عند نُزُولِ الوحيِ، لِما فيه منْ مُخَالَفَةَ العَادَةِ، وهو كثرةُ العرَقِ في شِدَّةِ البردِ، فإنهُ يشعُرُ بوجُودِ أمرٍ طارئٍ زَائدٍ على الطِّباعِ البَشَرِيَّةِ.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب بدء الوحي إلى رسول اللَّه ﷺ رقم الحديث (٢) - ومسلم في صحيحه - كتاب الفضائل - باب عرق النبي ﷺ في البرد - رقم الحديث (٢٣٣٣).
(٤) تأخُذُهُ البُرَحَاءُ: أي شِدَّةُ الكرب مِنْ ثِقَلِ الوَحْي. انظر النهاية (١/ ١١٣).
(٥) قال الحافظ في الفتح (٩/ ٤١٨): الجُمانُ هو اللُّؤْلُؤُ، فشُبِّهَتْ قَطَرَاتُ عَرَقِهِ ﷺ بالجُمَانِ لمُشَابهتها في الصِّفَاتِ والحُسْنِ.
1 / 188