106

The Hidden Pearl in the Biography of the Trusted Prophet

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Yayıncı

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

الكويت

Türler

عَلَى الرَّاهِبِ (١) -يَعْنِي بَحِيرَا (٢) - هَبَطُوا (٣)، فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ، فَلَا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، ولا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ، يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ قَالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ العَقَبَةِ (٤)، لَمْ تَبْقَ شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا، ولَا يَسْجُدَانِ إلَّا لِنَبِيٍّ، وإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ (٥) كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا أتَاهُمْ بِهِ، وكَانَ هُوَ -أَي الرَّسُولُ ﷺ فِي رِعْيَةِ الإِبِلِ، قَالَ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ -أيْ إِلَى الرَّسُولِ ﷺ فَأَقْبَلَ ﷺ وعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ القَوْمِ، وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فَيْءِ (٦)

(١) قال السهيلي في الرَّوْض الأُنُف (١/ ٣١٣): وقع في سيرة الإمام الزهري: أن بَحِيرا كان حَبْرًا من أحبَارِ يَهُودِ تَيْمَاء. وتعقبه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٦٩١) وقال: الذي يظهر من سِيَاقِ القِصَّةِ، أنه كان راهبًا نَصْرَانِيًّا، واللَّه أعلم. (٢) قال الحافظ في الإصابة (١/ ٤٠٥): بَحِيرا بفتح الباء وكسر الحاء. قلت: جَزَم الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال (٣/ ٢٢٢)، في ترجمة سعيد بن عقبة: بأن بَحِيرا لم يُدْرِكِ البِعْثَةَ، وأقره علي ذلك الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (٣/ ٢٨٣). (٣) هَبَطُوا: أي نَزَلُوا. انظر لسان العرب (١٥/ ١٨). (٤) العَقَبَةُ: الطَّرِيقُ في الجَبَل. انظر لسان العرب (٩/ ٣٠٦). (٥) غُضْرُوفُ الكَتِفِ: هو رأس لَوْحِه. انظر النهاية (٣/ ٣٣٣). (٦) الفَيْءُ: الظِّلُّ. انظر لسان العرب (١٠/ ٣٦٠).

1 / 109