The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Yayıncı
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Türler
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (١)، تلقى المصطفى أمر ربه، مؤمنا مصدقا بعظمة الخالق ﷿ لكل شيء، وعزَم على حمل الأمانة، والقيام بمسؤولية هداية الثقلين، هداية دلالة وإرشاد وتوجيه، فاصطفى الله ﷿ له من شاء من عباده، لنصرته ومؤازرته.
العهد النبوي
لن نتعرض لنشأة رسول الله نبينا محمد ﷺ وسنتجاوز المرحلة الأولى مرحلة العهد المكي؛ لأن ذلك لا يجهله أحد من المسلمين، وإن وجد من يجهله منهم فهم الغثاء من الأمة المحمدية، الذين أخبر عنهم النبي ﷺ أنهم من الكائنين في آخر الزمان، وسنبدأ من العهد المدني الذي تحقق فيه إعلاء كلمة الله ﷿، وكانت وقعة بدر يوما مشهودا في بداية انتصار الحق على الباطل، وما تلاها من انتصارات أسست شأن الأمة المحمدية، في جزيرة العرب أولا، وكان يوم الفتح العظيم في السنة الثامنة من الهجرة النبوية، دخل الناس في دين الله أفواجا، ولئن كان خروج رسول الله ﷺ من مكة سرا متخفيا ليلا من أسفلها، فقد أبا اللهُ ﷿ إلا أن يعود نهارا عيانا بيانا من أعلاها، خاشعا لربه متواضعا شاكرا حامدا، أعزه الله ﷿ في يوم أذل فيه قريشا بأجمعها، وكانت الرحمة المهداة غير متخلفة عن قريش الذين آذوا رسوله وطردوه، فلما تمكن منهم لم يظنوا به إلا خيرا لِما عرفوا من سيرته ﷺ، وعفوه ورحمته، سألهم «يا أهل مكة، ما ترون أني فاعل بكم؟» قالوا: خيرا أخ كريم، وابن أخ كريم، ثم قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» (٢)، ارتبطت مكة بطيبة بعد هذا اليوم، واتجه رسول الله ﷺ إلى نشر توحيد الله ﷿، والدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وتطهير جزيرة العرب من الأوثان، فبعث البعوث، واستقبل الوفود، وشرّع للناس ما يتعلق بعبادة ربهم، وسياسة دنياهم، أحاط به الرعيل الأول من المهاجرين والأنصار ﵃، وكانت المعجزات تتفجر في حياة رسول الله ﷺ تأييدا
_________
(١) الآية (٦٧) من سورة المائدة.
(٢) السيرة لابن حبان ١/ ٣١٥ ..
1 / 12