The Guide and the Guided

Marzuq el-Zehrani d. 1450 AH
73

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Yayıncı

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Türler

صحابي يقال له: شويل (١)، وذلك أنه لما ذكر رسول الله ﷺ، قصور الحيرة، وكأن شُرُفها أنياب الكلاب، فقال له يا رسول الله، هب لي ابنة نفيلة، واسمها كرامة، فقال: هي لك، فلما كان يوم خالد هذا ادعاها شويل ﵁، وشهد له اثنان، فلم يصالحهم خالد حتى يسلموها، فامتنع قومها من تسليمها وقالوا: ما تريد من امرأة ابنة ثمانين سنة؟ !، فقالت لقومها: ادفعوني إليه، فإني سأفتدي منه، وإنه قد رآني وأنا شابة، وسلمت إليه، فلما خلا بها قالت: ما تريد امرأة بنت ثمانين سنة؟ !، وأنا أفتدي منك فاحكم بما تريد، وقال: والله لا أفديك بأقل من عشر مائة، فاستكثرتها خديعة منها، ثم أتت قومها وأحضروا له ألف درهم، ولامه الناس وقالوا: لو طلبت أكثر من مائة ألف لدفعوها إليك، فقال: وهل عدد أكثر من عشر مائة؟ !، وذهب إلى خالد وقال: إنما أردت أكثر العدد، فقال خالد: أردت أمرا وأراد الله غيره، وإنا نحكم بظاهر قولك، ونيتك عند الله، كاذبا كنت أم صادقا، وفي هذه القصة جانبان هامان: الأول: الوفاء بما وعد به رسول الله ﷺ شويلا ﵁، كما وفّى عمر ﵁ لسراقة بسواري كسرى. الثاني: العدل: بعدم قبول دعوى شويل ﵁ أنه ما أراد إلا أكثر العدد، وقد صلى خالد لما فتح الحيرة ثمان ركعات بتسليمة واحدة، اقتداء برسول الله ﷺ، يوم فتح مكة فقد صلى ثمان ركعات شكرا لله ﷿ على ذلك الفتح العظيم، وما أشبه الليلة بالبارحة في حياة خالد بن الوليد ﵁، يعظمه أبو بكر فيقول: والله لأشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، وبعث إليه وهو في العراق ليقدم إلى الشام، فيكون الأمير على من بها، وقد حفظ الصديق ﵁ للأمة أمر دينها بجمع القرآن الكريم من صدور الرجال، واللخاف والعُسُب، وكلف بذلك زيد بن ثابت ﵁، وقد لفت نظره إلى هذا العمل العظيم ما وقع للقراء من القتل في يوم

(١) لعل هذا لقبه وهو خريم بن كعب قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي، وهذه الشيماء بنت نفيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود " فقلت: يا رسول الله، فإن نحن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة هل لي؟ قال: " هي لك " وذكر الحديث (أسد الغابة ١/ ٣٣٢).

1 / 77