The Guide and the Guided

Marzuq el-Zehrani d. 1450 AH
70

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Yayıncı

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Türler

صَاغِرُونَ﴾ (١)، وبقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ (٢)، واقتداء برسول الله ﷺ، فإن خروجه ﷺ عام تبوك بالناس، وفي وقت شديد الحر، كثير الجَهد والمشقة، ثم عقد لواء الجهاد بعد ذلك لأسامة ﵁، ليسير بمن معه لفتح تخوم الشام، تنفيذا لأمر ربه تعالى، وإعلاما لأمته بأهمية الفتح الإسلامي، وتبليغ الناس دعوة الحق، وقد أدرك هذا أبو بكر ﵁، فكان أول عمل قام به إنفاذ أسامة بن زيد ﵁ في جيش إلى البلقاء من الشام، إذ لم يتم ذلك في حياة النبي ﷺ، وقد كان انتقاله إلى الرفيق الأعلى مصابا جللا دهى المسلمين، فلم يكن فراقه هينا على أصحابه ﵃، فاشتد الحال، ونجمت أمور خطيرة بموته ﷺ، لم تهدد أمن المسلمين فحسب، بل هددت بقاء الإسلام كما أراد رسول الله ﷺ، وقد فهم أبو بكرأن تجهيز جيش أسامة كان بداية الفتح الإسلامي، ونشر دين الله في الأرض، ولم يقف أبو بكر ﵁ عند هذا الحد، بل شرع في جمع الأمراء والجيوش من أماكن متفرقة من جزيرة العرب، ليبعث بها لفتح الشام والعراق، وفاء لما نوى رسول الله ﷺ حين عقد اللواء لأسامة ﵁، فلما اجتمع عنده ما أراد من الجيوش قام في الناس خطيبا، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم حث الناس على الجهاد، فقال: "ألا إن لكل أمر جوامع فمن بلغها فهي حسبه، ومن عمل لله كفاه الله، عليكم بالجد والقصد فإن الجد والقصد أبلغ، ألا إنه لا دين لأحد لا إيمان له، ولا إيمان لمن لا خشية له، ولا عمل لمن لا نية له، ألا وإن في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله، لَما ينبغي للمسلم أن يختص به، هذه هي النجاة التي دل الله عليها، فنجّى بها من الخزي، وألحق بها من الكرامة"، ثم شرع ﵁ في تولية الأمراء، وعقد الألوية والرايات، وبعثهم في أول سنة (١٣ هـ) وتم فيما لا يجاوز ستة أشهر فتح أمصار كثيرة من الشام أرض الروم، وكانت مقولة عظيمة لأبي بكر ﵁ حينما بلغه أن جيوش الروم تتحزب على المسلمين فكان مما قال ﵁: "أَلْقَوا جنود المشركين، وأنتم أنصار الله،

(١) الآية (٢٩) من سورة التوبة. (٢) الآية (١٢٣) من سورة التوبة ..

1 / 74