145

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Yayıncı

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Türler

رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟، قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟، قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟، قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟، قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» (١)، صحيح أن حديث حذيفة هذا عام في الفتن التي تظهر في كل زمان، لكن تضمن النبأ عن أصول الفتن فتنة الخوارج قتلة عثمان ﵁ وفتنة الروافض الغالين في علي وذريته ﵃، وقد تقدم الكلام عن الخوارج في خلافة عثمان ﵁ واستشهاده على أيديهم، وسيأتي مزيد بيان عنهم في خلافة علي ﵁، ولم يكن الرافضة أحسن حالا من الخوارج في محاربة عثمان ﵁، بل جدوا في ذلك، وأرعدوا وأبرقوا، ولهم مزاعم. مزاعم الرافضة ضد عثمان زعم طاغية الشيعة ومدلسهم الحسن بن المطهر الحلي في كتابه منهاج الكرامة أن عثمان ولَّى أمور المسلمين من لا يصلح للولاية (٢)، فأجابه شيخ الإسلام ابن تيمية (٣)، بأن عليا ﵁ ولى زياد بن أبي سفيان، وولى الأشتر النخعي، وولى محمد بن أبي بكر، وأمثال هؤلاء، ولا يشك عاقل أن معاوية بن أبي سفيان كان خيرا من هؤلاء كلهم.

(١) البخاري حديث (٦٦٧٣) .. (٢) العواصم من القواصم ط الأوقاف السعودية ١/ ٨٧. (٣) منهاج السنة ٣: ١٧٣ - ١٧٦.

1 / 149