The Guide and the Guided

Marzuq el-Zehrani d. 1450 AH
103

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Yayıncı

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Türler

ثلاثون سنة أقام الخلفاء الراشدون العدل على نهج النبوة، وابتدأ الملك بأمر معاوية بن أبي سفيان ﵄، ولم يكن في عداد خلفاء النبوة، وإن قيل خلافة معاوية، فذاك ملك وليس خلافة نبوة، وأشار رسول الله ﷺ إلى هذه المراحل، قال حذيفة بن اليمان ﵁: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟، قال: «نعم» قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟، قال: «نعم، وفيه دخن» قلت: وما دخنه؟، قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟، قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟، قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟، قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» (١). نفهم من حوار حذيفة هذا أن الخير الذي عاشه هو عهد النبوة وخلافة الشيخين أبي بكر وعمر ﵄، والشر بعد ذلك ما وقع في خلافة عثمان ﵁ من خروج عليه وقتله ظلما وعدوانا، وهم أول نابتة الخوارج، والخير بعد هذا خلافة علي ﵁، وكان فيها الدخن بالخلاف بينه وبين معاوية لأن كلا الفريقين أتباع علي ﵁، وأتباع معاوية ﵁ هم من المسلمين، يؤيد هذا قول رسول الله ﷺ عن الحسن ﵁: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» (٢)، وقد وقع بينهما خلاف بسبب الشر الذي وقع لعثمان ﵁، لم يكن معاوية ﵁ معترضا على خلافة علي ﵁، بل طالب عليا بقتلة عثمان لأنه من أبناء عمومته يجتمع معه في أمية بن عبد شمس جد أبي سفيان ﵁، وتحققت سيادة الحسن ﵁ بحقن دماء المسلمين، إذ تنازل لمعاوية ﵁، والدعاة على أبواب جهنم هم الفرق

(١) البخاري حديث (٣٦٠٦). (٢) البخاري حديث (٣٦٢٩) ..

1 / 107