The Fundamentals of the People of the Sunnah and the Community
أصول أهل السنة والجماعة
Türler
عقيدة الشيعة في آل البيت والصحابة الكرام
الشيعة هم: الذين شايعوا عليًا وشرفوه كتشريف النصارى عيسى بن مريم، وغالوا فيه جدًا، وقالوا: إنه الإمام بعد رسول الله ﵊؛ فهم يرفضون إمامة أبي بكر وعمر وعثمان، ويقولون بأن النبي نص على إمامته نصًا جليًا، ثم افتروا لذلك نصوصًا تثبت أن الإمام من بعد النبي ﷺ هو علي بن أبي طالب ﵁، وهذه النصوص كلها كذب وافتراء، واعتقدوا كذلك أن الإمامة لا تخرج عنه وعن أولاده، وإن خرجت فبظلم من غيره، أي: بظلم من أبي بكر وعمر وعثمان أو بتقية من علي، يعني: هو يعلم أن الإمامة له، لكنه تنازل عنها إلى أبي بكر وعمر وعثمان.
ومن غلاة الشيعة فرقة تسمى السبئية، وهم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام ودس السم في العسل، وأفسد عقائد المسلمين في زمانه.
قالوا: علي هو الإله حقًا، وابن سبأ اليهودي هو أول من أظهر القول بوجوب إمامة علي ﵁، وقال: إنه لم يمت، وإنما قتل ابن ملجم شيطانًا تصور في صورة علي ﵁، قال: وإنه في السحاب الآن، والرعد صوته والبرق سوطه، وبعد ذلك ينزل علي إلى الأرض فيملؤلها عدلًا كما ملئت جورًا! ولذلك هم يقولون عند سماع الرعد: عليك السلام يا أمير المؤمنين! أرأيتم ضلالًا وفسادًا أكثر من هذا؟! وأما الكاملية منهم وهم أتباع أبي كامل قالوا: كفر الصحابة بترك البيعة لـ علي، وكفر علي بترك طلب الحق، فلم ينج من ألسنتهم أحد لا علي ولا غيره.
وأما البيانية وهم أتباع بيان بن سمعان فقالوا بتناسخ الأرواح، وأن روح الله تعالى حلت في علي رضي الله تعالى عنه، حتى صار هو والإله سواء بسواء! وأما المغيرية فقالوا بأن الله عرض الأمانة، وفسروا الأمانة بمنع علي من الإمامة على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، وقالوا الإنسان هنا هو: أبو بكر وعمر وعثمان، أي: حملها أبو بكر بأمر عمر حين ضمن له أن يعينه على ذلك بشرط أن يجعل الخلافة من بعده له.
انظروا إلى هذا الفساد! وأما المنصورية فقالوا بأن الجنة رجل.
لم يقولوا بأن الجنة حقيقة، قالوا: بل مصطلح الجنة، وكلمة الجنة التي وردت في الكتاب والسنة ما هي إلا عبارة عن رجل أمرنا بموالاته وهو الإمام، وأن النار رجل أمرنا بمعاداته وهو أبو بكر وعمر.
وأما الخطابية وهم أتباع أبي الخطاب الأسدي الهالك الضال، فقالوا: الأنبياء آلهة، وجعفر الصادق إله، وأبو الخطاب أفضل منه ومن علي.
كلام لا قيمة له ولا معنى.
وأما الذمية من فرق الشيعة فسموا بذلك؛ لأنهم ذموا محمدًا ﵊ ومدحوا عليًا ﵁، كالغرابية تمامًا الذين قالوا: إن عليًا أشبه بمحمد من الغراب بالغراب، والذباب بالذباب، وجبريل أخطأ وكان حقًا عليه أن ينزل بالوحي على علي، لكن لفرط الشبه بين علي ومحمد نزل الوحي على محمد.
فماذا قالت الذمية؟ قالوا: إن الله تعالى بعث محمدًا ليدعو الناس إلى علي فدعاهم إلى نفسه، وقالوا بإلهية علي ﵁.
ومنهم من قال بإلهية الخمسة: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فلما كان الضد لا يظهر حسنه إلا الضد قالوا: وضد هؤلاء الخمسة: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص، وكفروا هؤلاء الخمسة! وأما الهشامية فقالوا بعصمة الأئمة دون الأنبياء، قالوا: لأن النبي يوحى إليه، والناس يتقربون إلى الله بما أخذوه عن أنبيائهم، وأما الأئمة فإنهم ليسوا كذلك؛ ولذلك تلزمهم العصمة -أي: عصمة السماء- خلافًا للأنبياء.
حجة أوهى من بيت العنكبوت.
يا إخواني هذا الكلام له أهميته؛ لأن الشيعة الآن يمثلهم قطاع عريض جدًا من المسلمين، بل لهم دولة وصولة ونجدة، ولهم أئمة يقتدون بهم في بلاد فارس في إيران وغيرها، بل امتدت حبائل الشيعة إلى بلادنا هذه، فنحن لا نعدم أن يكون في هذا المسجد منهم أحد، بل أقسم بالله أن في المسجد الآن من الشيعة أناس أنا أعرفهم، وإنما أتوا باتفاق معي ليسمعوا هذا الكلام، وقد اتصلوا بي قبل مجيئي إلى هنا مباشرة، وقالوا: نحن نتصل بك من أمام مسجد الرحم
3 / 14