The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University
أصول الدعوة - جامعة المدينة
Yayıncı
جامعة المدينة العالمية
Türler
الأعمال فقال ﷿: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة: ٢٧)، وقال سبحانه: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ (الحج: ٣٧)، والمراد بالتقوى هو الإخلاص، والمراد بالمتقين المخلصين. وقال ﷾: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ (الملك: ٢).
قال الفضيل بن عياض ﵀ في تفسير هذه الآية ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ يعني: أخلصه وأصوبه، فإذا كان العمل خالص ً اولم يكن صواب ً الم ي ُ قبل، وإذا كان صواب ً الم ي ُ قبل، وإذا كان صواب ً اولم يكن خالص ً ا؛ لم يقبل، حتى يكون خالص ً اوصواب ً ا. قالوا: يا أبا علي، ما الخالص، وما الصواب؟ قال: الخالص ما كان لله، والصواب ما وافق سنة رسول الله ﷺ. وقال الله ﵎: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (الكهف: ١١٠). قال ابن كثير ﵀ في تفسير هذه الآية: ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ قال: هذان ركن االعمل المتقبل لا بد أن يكون خالص ً الله صواب ً اعلى شريعة رسول الله ﷺ. وقال ابن القيم -رحمه الله تعالى: العمل بغير إخلاص ولا اقتضاء كالمسافر يمل أجرابه رمل ً اينقله ولا ينفعه. فهذا بعض ما جاء في القرآن الكريم في الأمر بإخلاص النية لله ﷾.
فما هو الإخلاص لغة ً واصطلاح ً ا؟ أقول الإخلاص: لغة مصدر أخلص يخلص، وهو مأخوذ من مادة خَلَص التي تدل على تنقية الشيء وتهذيبه، والشيء الخالص كالصافي إلا أن الخالص ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه، والصافي قد يقال لما لا شوب فيه، وقد تعدَّدت عبارات العلماء في ضابط الإخلاص، فقال التستري: الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة، وقال إبراهيم بن أدهم: الإخلاص صدق النية مع الله تعالى، وقال أبو
1 / 338