فإلى الذين يحتفلون بهذه الأعياد ويدعون إليها إن الدين الإسلامي، قد حد للمسلمين من الأعياد الشرعية ما يغنيهم عن ذلك؛ لأن شرع الله ﷿ كامل ومشتمل على جميع النواحي، كما في قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا﴾ ١.
" وكل هذه الأفعال بدع مستهجنة وعوائد مستقبحة وحوادث لا يرضاها الله ورسوله ولا أحد عنده غيرة على دينه، وفيها من تعظيم مواسم أهل الكتاب وتغبيطهم بدينهم الباطل والتشبه في أفعالهم القبيحة شرعًا وعرفًا ما لا يحتاج في تقبيحه إلى دليل، ولا يتوقف فيه إلا من ضل عن سواء السبيل، وهو من أفحش البدع وأقبح المناكير، ومن يضلل الله فما له من هاد"٢.
فالواجب على المسلم أن تكون له شخصيته المتميزة وأن يعتز بدينه ولا يكون أسيرًا لتقليد الغرب ومشابهة الكفار على أن تكون تلك الشخصية بمقتضى شريعة الله، حتى يكون متبوعًا لا تابعًا، وأسوة لا متأسيًا.
كما أن في ذلك مضاهاة للأعياد الشرعية، وشرع دين لم يأذن به الله كما قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ ٣.
١ سورة المائدة، آية (٣) .
٢ تنبيه الغافلين لابن النحاس (٣٠٩) .
٣ سورة الشورى، آية (٢١) .