The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
التيمّن في طهوره، وتنعُّله، وترجُّله، وفي شأنه كله، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى، وإذا اضطجع اضطجع على جنبه الأيمن، ووضع كفه اليمنى تحته خده الأيمن، وإذا عرَّس (١) قُبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه، وكان مجلسه: مجلس علم، وحلم، وحياء، وأمانة، وصيانة، وصبر، وسكينة، ولا ترفع فيه الأصوات، ولا تنتهك فيه الحرمات، يتفاضلون في مجلسه بالتقوى، ويتواضعون، ويُوقِّرون الكبار، ويرحَمُون الصغار، ويُؤثرون المحتاج، ويخرجون دعاة إلى الخير، وكان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، وكان يمشي مع الأرملة والمسكين، والعبد، حتى يقضي له حاجته. ومر على الصبيان يلعبون، فسلَّم عليهم، وكان لا يصافح النساء غير المحارم، وكان يتألّف أصحابه، ويتفقدهم، ويُكرم كريم كلّ قومٍ، ويُقبل بوجهه وحديثه على من يُحدثه، حتى على أشرِّ القوم يتألّفهم بذلك، ولم يكن فاحشًا، ولا متفحشًا، ولا صخَّابًا (٢)، ولا يجزي بالسيئة
السيئة؛ بل يعفو، ويصفح، ويحلم، ولم يضرب خادمًا، ولا امرأة، ولا شيئًا قط، إلا أن يجاهد
_________
(١) التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلةً للنوم والاستراحة. انظر: النهاية في غريب الحديث، ٣/ ٢٠٦.
(٢) الصّخَّاب: الصخب والسخب: الضجة، واضطراب الأصوات للخصام، فهو ﷺ لم يكن صخَّابًا في الأسواق، ولا في غيرها. النهاية، ٣/ ١٤.
1 / 18