80

The Famous Saying of Imam Malik on the Attribute of Istiwa

الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء

Yayıncı

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Baskı Numarası

السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة

Yayın Yılı

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Türler

المبحث الرابع:
في معنى قوله: "والسؤال عنه بدعة" والضوابط المستفادة منه
قوله ﵀: "والسؤال عنه بدعة" أي: الكيف، فالسؤال عن كيفية صفات الباري بدعة محدثةٌ، "لأنَّه سؤال عما لا سبيل إلى علمه، ولا يجوز الكلام فيه، ولم يسبق ذلك في زمن رسول الله ﷺ ولا من بعده من أصحابه"١.
قال الإمام البربهاري ﵀: "احذر صغار المحدثات مِن الأمور، فإنَّ صغارَ البدع تعود كبارًا، فالكلام في الربِّ ﷿ مُحدثٌ وبدعة وضلالة، فلا نتكلّم فيه إلاَّ بما وصف به نفسه، ولا نقول في صفاته: (لِمَ؟)، ولا (كيف؟)، والقرآن كلام الله وتنزيلُه ونوره ليس مخلوقًا، والمِراء فيه كفر"٢.
وهذا من السنة اللازمة المتأكّدة في حق كلِّ مسلم، ومَن فارق ذلك كان معدودًا في جملة أهل البدع والأهواء، كما قال الإمام علي بن المديني ﵀: "السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها أو يؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشرّه، ثم تصديق بالأحاديث والإيمان بها لا يُقال: لِمَ؟، ولا كيف؟ إنَّما هو التصديق بها والإيمان بها وإن لم يعلم تفسير الحديث ويبلغه عقلُه فقد كفى ذلك وأحكم عليه الإيمان به والتسليم"٣.
ثم إنَّه خوض في أمرٍ محالٍ على العقول أن تدركه، فكما أنَّ بصر الإنسان له غاية لا يمكن أن يتجاوزها، وكما أنَّ سمعه له غاية لا يمكن أن يتجاوزها، فكذلك

١ ذم التأويل لابن قدامة (ص:٢٦) .
٢ سير أعلام النبلاء (١٥/٩١)، وانظر شرح السنة للبربهاري (ص:٢٤،٢٥) .
٣ رواه عنه اللالكائي في شرح الاعتقاد (١/١٦٥) .

1 / 37