195

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Yayıncı

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Yayın Yeri

اللملكة العربية السعودية

Türler

وأخبر الله ﷿ أن له ملك السماوات ومن فيهن، ويتصرف بها كيف شاء، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، قال تعالى: ﴿قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ﴾ (^١).
وأنه الحاكم فيهما كما أنه المالك لهما (^٢)، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ (^٣).
وأخبر جل وعلا أن السماء والأرض تقوم بأمره لها، وتسخيره إياها، وأنه ممسك لها أن تقع على الأرض إلا بإذنه (^٤)، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ﴾ (^٥)، وقال تعالى: ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ (^٦)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ﴾ (^٧)، فلا يقدر على ذلك إلا الله، وهذا من أدلة ربوبيته (^٨).
وقد أمر الله رسوله ﷺ أن يقول للكفار المشركين بالله، المكذبين لرسوله: أن الله هو رب السماوات والأرض، فقال: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ (^٩)، فهو وحده الذي قهر كل شيء وغلبه. وهو المالك له المتصرف فيه، ولم ينكر

(^١) الأنعام: ١٢.
(^٢) انظر تفسير القرطبي: ٢/ ٦٩، وتفسير ابن كثير ١/ ٣٧٩.
(^٣) البقرة: ١٠٧
(^٤) تفسير ابن كثير: ٦/ ٣١٠.
(^٥) الروم: ٢٥.
(^٦) الحج: ٦٥.
(^٧) فاطر: ٤١.
(^٨) انظر: تفسير القرطبي: ١٤/ ٣٥٦، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٥٥٧.
(^٩) ص: ٦٥ - ٦٦.

1 / 213