147

The Divine Attributes in the Book and the Sunnah in Light of Affirmation and Denial

الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه

Yayıncı

المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٨هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
هذا وقد ذكر الإمام فخر الدين أنه اشتغل في علم الأصول على والد ضياء الدين عمر، وأخذ والده على أبي القاسم الأنصاري، وأخذ الأنصاري على إمام الحرمين أبي المعالي وهو على الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني وهو على الشيخ أبي الحسين الباهلي وتتلمذ الباهلي على شيخ السنة أبي الحسن الأشعري ... الخ
ولقد طوف هذا الإمام في علم الكلام ما طوف وخب ووضع، ثم تاب الله عليه فتاب -فيما يظهر لنا من كلامه- وقد نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض كتبه، بعض العبارات التالية: "لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلًا ولا تشفي عليلًا، ورأيت أقرب الطرق، طريقة القرآن: اقرأ في الإثبات ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ١، و﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ ٢، واقرأ في النفي: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ٣، ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ ٤، ثم قال في حسرة وندامة: "ومن جرب تجربتي عرف معرفتي"٥ ا. هـ
وبعد: فليس بغريب ولا عجيب أن يصاب هؤلاء الأئمة الفضلاء الذين تحدثنا عنهم بذلك الداء، داء علم الكلام والخوض في صفات الله ظنًا وتخمينًا في تلك العصور الخالية، إذ اشتغلوا به طلبًا للحق، كما قال الإمام الجويني أبو المعالي وأكثر ما حملهم على ذلك الخوض مع مصادمته

١ سورة طه آية: ٥.
٢ سورة فاطرة آية: ١٠.
٣ سورة الشورى آية: ١١.
٤ سورة طة آية: ١١٠.
٥ من الحموية الكبرى لابن تيمية.

1 / 169