The Dialogue Approach through the Biography of Musab bin Umair and its Educational Applications
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
Türler
برأيي، ويضعَّفَ عقلي " (٢)، فبكاء أمه كان مسلكًا للوعظ والتذكير، فاغتنم ذلك مصعبٌ ﵁ ووعظها بالدخول في الإسلام، وإن لم يصل إلى ما يريد، ولكنه أقام عليها الحجة، وسَلِم مما كانت تريده من سجنٍ وتعذيب.
رابعًا: أدب السؤال:
قد لا يخلو حوارٌ من تساؤلات، إذ إن الحوارات قائمة على اختلاف المتحاورين، وكل محاور يدور في خاطره عدة تساؤلات يريد طرحها على خصمه، لذا يلزم المحاور الناجح أن يتأدب في طرحها، وذلك في اختيار السؤال المناسب في الوقت المناسب، مع مراعاة اختيار الألفاظ الحسنة، ونبرة الصوت الهادئة، وتعبيرات الوجه الطلقة، وقد ذُكر السؤال في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، تبين مكانته وأهميته وآدابه (٣)، والسؤال الحسن والتأدب بآدابه، طريق لنجاح المحاور، فضلًا عن اكتساب العلم،قال ابن قيم الجوزية:
" وللعلم ست مراتب اولها حسن السؤال " (٤)، و" قال الحسن: حسن السؤال نصف العلم " (٥).
وفي حوار مصعب بن عمير ﵁ تأدب في سؤاله مع أسيد بن حضير ﵁، رغم الذي لاقاه من شتم وتهديد، فاختار له من ألطف الأسئلة إذ قال له: " أوَ
_________
(١) ابن سعد: الطبقات الكبرى، ٣/ ٨٨.
(٢) ينظر: ضليمي،أحمد بن عبدالفتاح: السؤال في القرآن الكريم وأثره في التربية والتعليم، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،الطبعة: السنة الثالثة والثلاثون، العدد ١١١، ١٤٢١هـ/٢٠٠١م.
(٣) ابن القيم: مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، ط١، ١٤٣٢هـ، ١/ ٤٨٢.
(٤) الدينوري، عبدالله بن مسلم: عيون الأخبار،دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٨هـ،٣/ ٢٨.
1 / 82