The Dialogue Approach through the Biography of Musab bin Umair and its Educational Applications
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
Türler
الخامسة من البعثة، فيتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة؛ وليؤدي المسلمون عبادتهم وأعمالهم، ويتلقوا ما أنزل الله على رسوله ﷺ وهم في أمن وسلام، وليدخل من يدخل في الإسلام ولا يعلم به الطغاة من أصحاب السطوة والنقمة (١).
ولقد كان مصعب بن عمير ﵁ يعيش بين أفراد قبيلته على دينهم، وعلى ما كان عليه آباؤه وأجداده، فتلك الجاهلية العمياء قادتهم إلى عبادة الأصنام وشرب الخمور، وحضور مجالس المعازف والغناء، وغيرها من العبادات الباطلة، مع ما يصحب ذلك من سوء في الأخلاق، ودناءة في النفوس، وخرافة في الأفكار التي كانت منتشرة في المجتمع الجاهلي. ولكن مصعبًا ﵁ بعقله البصير ورؤيته الثاقبة، استطاع أن يميز بين ماهو عليه وما جاء به النبي ﷺ من الدين الحق الذي رأى فيه من التعاليم الإسلامية السمحة التي توافق العقل، ولا تعارض الفطرة الإنسانية.
فعزم ﵁ بنفسه من غير أن يدعوه أحد على الدخول في هذا الدين، فدخل على النبي ﷺ في دار الأرقم بن أبي الأرقم ﵁ فأسلم وصدّق به وخرج، فكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فكان يختلف إلى رسول الله ﷺ سرًا (٢).
وقد كتم إسلامه ﵁ كغيره من الصحابة ﵃، ولأنه يعرف أنه أتى بدين يخالف دين قومه فسوف يلاقي من العذاب والأذى ما لاقاه الصحابة ﵃، وكان اختلافه على رسول الله ﷺ في دار الأرقم ليختفي عن أنظار المترصدين من كفار
_________
(١) المباركفوري، صفي الرحمن: مصدر سابق، ص٩٧.
(٢) ابن سعد: مصدر سابق،٣/ ٨٦.
ابن عبد البر: مصدر سابق،٤/ ١٤٧٤.
ابن الأثير: مصدر سابق،٥/ ١٧٥.
1 / 20