The Creed of the Salaf Imams and the People of Hadith
اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث
Yayıncı
دار إيلاف الدولية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٠هـ/١٩٩٩م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
١٤- اعتقاد محمد بن يحيى الذهلي المتوفى سنة ٢٥٨ هـ
قال أبو عمرو أحمد بن محمد بن حفص الحبري أملى علينا محمد بن يحيى الذهلي١ قال: السنة عندنا الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وهو قول الميثاق عليه عهدنا أهل العلم، وأن القدر خيره وشره من الله ﷿، قد جف القلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، علم الله جل وعلا العباد ما هم عاملون، وإلى ما هم صائرون، وأمرهم ونهاهم فمن لزم (أمر) الله تعالى وأطاعه وآثره، فبتوفيق الله ﷿، ومن ترك أمر الله ﵎ وركب معاصيه فيخذله الله، ومن زعم أن الاستطاعة قبل الفعل بالجوارح إليه إن شاء عمل وإن شاء لم يعمل فقد كذب بالقدر، ورد كتاب الله ﷿ نصًا وزعم أنه يستطيع ما لم يرده الله ﷿ ثناؤه، ونحن نتبرأ إلى الله ﷿ من هذا القول، ولكن نقول الاستطاعة في العبد مع الفعل فإذا عمل عملًا بالجوارح من بر وفجور، علمنا أنه مستطيعٌ للفعل الذي فعل، فأما قبل أن يفعل فإنا لا ندري لعله يريد أمرًا فحال بينه وبين ذلك، والله جل اسمه يريد لتكوين أعمال الخلق، ومن ادعى خلاف ما وصفناه فقد وصف الله ﷿ بالعجز، وهلك في الدارين، والقرآن كلام الله ﷿ غير مخلوق، من جهاته، وحيث ينصرف من الوجوه كلها فكلامه، وليس شيء منه مخلوق، ومن زعم أن كلام الله مخلوق، فقد زعم أن في الله ﷿ شيئًا مخلوقًا، وأن الله تعالى عن هذا، قال الله تعالى في محكم كتابه ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف:٥٤] ففصل الخلق من الأمر، وبأمره خلق الخلق، وكون الأشياء وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ
١ هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس أبو عبد الله الذهلي النيسابوري أحد الأئمة الأعلام الثقات سمع عبد الرحمن وطبقته وكثر الترحال وصنف التصانيف وكان الإمام أحمد يحبه ويعظمه. قال أبو حاتم كان إمام أهل زمانه. وقال أبو بكر بن أبي داود: هو أمير المؤمنين في الحديث، توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين، شذرات الذهب ٢/ ١٣٨.
1 / 83