The Correct Methodology and Its Impact on the Call to Allah

Hamoud Al-Ruhaili d. Unknown
58

The Correct Methodology and Its Impact on the Call to Allah

المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

Yayıncı

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Baskı Numarası

العدد ١١٩-السنة ٣٥

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م

Türler

المبحث السادس: التفرق والتحزب لقد أصاب الأمة الإسلامية ما أصاب الأمم قبلها من التحزب والاختلاف، فأضحت الأمة شيعًا وأحزابًا، يُخَطِّئ بعضُها بعضًا، ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾، وماذاك إلا لبعدها عن المنهج الصحيح، وهو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، والاعتصام بهما، والعمل بهما، ورد التنازع إليهما، فإنَّ السبيل الوحيد لجمع الشمل، وتوحيد الكلمة، هو الرجوع التام للمنهج الصحيح: كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، على فهم السلف الصالح، ففيه العصمة من التفرق والاختلاف، وفيه النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ ١. قال الإمام ابن القيم ﵀ مبينًا معنى الاعتصام بكتاب الله: "وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم، ومعقولاتهم، وأذواقهم، وكشوفاتهم، ومواجيدهم، فمن لم يكن كذلك فهو مُنسَّلٌ من هذا الاعتصام، فالدين كله في الاعتصام به وبحبله، علمًا وعملًا، وإخلاصًا، واستعانة، ومتابعة، واستمرارًا على ذلك إلى يوم القيامة"٢. قال قتادة ﵀ عند قوله تعالى: ﴿وَلا تَفَرَّقُوا﴾:"إن الله ﷿ قد كره لكم الفرقة وقدّم إليكم فيها، وحذركموها، ونهاكم عنها، ورضي لكم السمع والطاعة، والألفة والجماعة، فارضوا لأنفسكم ما رضي الله لكم إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله"٣.

١ سورة آل عمرآن، من الآية (١٠٣) . ٢ مدارج السالكين، ٣/٣٢٣. ٣ انظر تفسير الطبري، ٤/٣٢.

1 / 184