The Considered Statement in Explaining the Miraculous Nature of the Disjointed Letters at the Beginning of the Surahs
القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور
Yayıncı
مطابع برنتك للطباعة والتغليف-السودان
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
٢٠١١
Yayın Yeri
الخرطوم
Türler
مشابهة بعد التغيير في اللغة السريانية! (١) ظلمات بعضها فوق بعض، وكأن ألسنة العرب ولغتهم قد انقرضت لعدة قرون، حتى أتوا هم وأحيوها، أو كأنهم وجدوا هذا الكتاب وسور القرآن في بعض الحفائر والكهوف، ولم تتناقله الأجيال تباعًا رسمًا ولفظًا، وهم يعلمون بأن القرآن كان وما زال التلقي له قراءةً وكتابةً ولفظًا بسلاسل هي أشدّ من الحديد، فأسانيد القراءات وطبقات القراء وتراجمهم موثّقة في مئات الكتب، كما هو رسم القرآن وكتابة حروفه، ولا يسعهم قياسه على أي كتاب آخر؛ لأن التلقي لهذا الكتاب أيضًا لم يقتصر على القراءة والكتابة واللفظ، بل زاد عليه بنقل مواضع السكون والسكوت بين الكلمات، وأحكامها في آخر الآيات أيضًا، حتى أن علماء المسلمين من المتخصصين في القراءات قد ألّفوا أكثر من خمسين كتابًا في الوقف والابتداء فقط قبل نهاية القرن الرابع الهجري، ولم يقف النقل للقرآن عند حركة الشفاه في سياق اللفظ، بل تعداه لما هو أعجب وأعظم من أن يفهمه الحاقدون، وهو نقل حركة الفم من غير كلام، كما ثبت من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس ﵄ في قوله تعالى ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ .. الآيات﴾ [القيامة: ١٩ - ١٦] "قال: كان رسول الله ﷺ يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله ﷺ يحركهما وقال سعيد: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ قال: جمعه لك في
_________
(١) صدر كتاب بعنوان "قراءة آرامية سريانية للقرآن - مساهمة في تفسير لغة القرآن" للكاتب كريستوفر لوكسمبورغ الألماني وطرح فيه وجهة نظره ومحاولاته في فهم نصوص القرآن من خلال تحويلها للسريانية، وقد لاقت فكرته رواجًا عند أعداء الإسلام سواءً من العرب الملحدين أو غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، ليس لأنها قدّمت طرحا علميًّا جديدا بل لأنها لامست أحقادًا دفينة فغذّتها وأشعلت فيها الحماس، فهبّ البعض منهم للطعن في القرآن هائمًا ليس في يده إلا كلمات هذا المدعي، فخابوا وخسروا. قال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٤٤) فصلت﴾
1 / 13