141

The Comprehensive Dictionary of Contemporary Figures

المعجم الجامع في تراجم المعاصرين

Türler

عبد الباسط عبد الصمد
(في ذكرى وفاته: ٢١ ربيع الآخر ١٤٠٩هـ)
أحمد تمام
الشيخ عبد الباسط
التغني بالقرآن فنٌ قديم، بدأ منذ أن نزل القرآن وتلقاه النبي ﷺ، وأخذه الصحابة الكرام من النبي ﷺ فخالط قلوبهم، وامتزجت به أرواحهم، وكان بعضهم ندي الصوت، عذب النغم، جميل الأداء، يؤثر صوته بالقرآن في النفس، ويطرب الأذن، ويريح الأفئدة، وكان النبي ﷺ يحب سماع القرآن من هؤلاء الأفذاذ، ويثني عليهم، فيقول عن سالم مولى حذيفة وكان قارئا مجيدا: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا"، ويقول عن أبي موسى الأشعري: "إنه أوتي مزمارا من مزامير آل داود" لفرط جمال صوته، وحسن أدائه، ويجعل أبيّ بن كعب في الذروة في دنيا التلاوة، ويصفه بأنه أقرأ أمته للقرآن.
وإذا كان هذا حال بعض صحابة النبي ﷺ فما بالك بقراءة النبي ﷺ وتلاوته للقرآن.. وأدع الصحابي الجليل "جبير بن مطعم" يصف قراءة النبي ﷺ.. يقول جبير: "سمعت رسول الله ﷺ يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه، فلما سمعته قرأ: "أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" خلت أن فؤادي قد انصدع، وكاد قلبي يطير".
وظلت تلاوة القرآن محتفظة بأصولها الموروثة، وبالأحكام التي يعرفها علماء التجويد منذ العهد النبوي، تتوارثها الأجيال بالتلقي والتلقين، دون الاقتصار على النقل من الكتب المدونة في علوم القرآن.

1 / 142