نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان
نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان
Türler
جائعهم، ووعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمل أثقالهم، ولم يزل ﷺ على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ، ولهذا قالت له خديجة في أول مبعثه: والله لا يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة وتضاعفت أضعافًا كثيرة.
* وفي "صحيح مسلم" عن أنس قال: "ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، فجاء رجل فأعطاه، فجاء رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة".
وفي رواية: "يعطي عطاء ما يخاف الفقر".
قال أنس: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.
وفيه أيضًا عن صفوان بن أمية قال: "لقد أعطاني رسول الله ما أعطاني وإنه لمن أبغض الناس إليّ فما برح يعطني حتى إنه لأحب الناس إليّ".
قال ابن شهاب أعطاه يوم حنين مائة من الغنم ثم مائة ثم مائة.
* وفي مغازي الواقدي: أن النبي ﷺ أعطى صفوان يومئذ واديًا مملوءً إبلًا ونعمًا فقال صفوان: أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي.
* وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم أن الأعراب علقوا بالنبي ﷺ مرجعه من
حنين يسألونه أن يقسم بينهم فقال: "لو كان لي عدد هذه العضاه نعمًا لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذوبًا ولا جبانًا".
وفيهما عن جابر قال: ما سئل رسول الله ﷺ شيئًا فقال لا، وأنه قال لجابر: "لو جاءنا مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا وقال بيديه جميعًا".
* وخرج البخاري من حديث سهل بن سعد أن شملة أهديت للنبي ﷺ فلبسها وهو يحتاج إليها فسأله إياها رجل فأعطاه فلامه الناس وقالوا كان محتاجًا
1 / 223