204

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

Türler

أخى من ناله داءٌ دو بذنوبه ... فليأت في رمضان باب طبيبة فخُلُوف هذا الصوم يا قوم اعملوا ... أشهى من المسك السحيق وطيبه أو ليس هذا القول قول مليككم ... الصوم لي وأنا الذي أجزي به أين من كان معكم في رمضان الماضي؟، أما أفنته المنون القواضي، أين من كان يصلي التراويح في الظلم؟ سافر عن داره منذ زمان ولِمَ؟ أين من صبر على الجوع والظّمَا، غاب فما آب ومضى فما، أين الذين ارتفعت أصواتهم بالأدعية خرجت تلك الجواهر من تلك الأدعية. * أيُّها الغافل اعرف زمانك، يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك، يا مسئولًا عن أعماله اعقل شأنك، يا متلونًا بالزلل اغسل بالتوبة أدرانك، يا مكتوبًا عليه كل قبيح تصفح ديوانك. * أخي؟ يا من أكثر عمره مع الذنوب قد مضى....، إن كان ما فرط يوجب السخط فاطلب في هذا الشهر الرضا، يا كثير القبائح غدًا تنطق الجوارح، فأين الدموع السوافح، يا ذا الداء الشديد الفاضح سُدَّ أبواب اللهو والممازح (١) .... أيها الرائح، كيف حالك في الضرائح، من لك إذا أوثقك الذابح؟!. * يا من قد سارت بالمعاصي أخباره، يا من قد قَبُح إعلانه وإسراره، أتؤثر الخسران -قل لي- وتختاره؟ يا كثير الذنوب وقد دنا إحضاره، نقدك بهرج إذا حُك معياره. قد ضاعت في الذنوب الأعمار، فأين يكون لهذا الغرس إثمار؟!. إخواني: اعرفوا قَدْر مَنْ قدر، تذكروا كيف عصيتم وستر، وايم الله لو قمتم على البصر، وسجدتم شكرًا على الإبر، ما وفيتم بشكر نعيم محتقر، أما طوى

(١) جمع ممزح.

1 / 215