السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

Abdul Rahman Ali Al-Hajji d. 1442 AH
92

السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

Yayıncı

دار ابن كثير

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٠ هـ

Yayın Yeri

دمشق

Türler

﵁ فقلت: نافقت يا أبا بكر! قال: وما ذاك؟ قلت: نكون عند النبي ﷺ يذكّرنا الجنة والنار كأن رأي العين، فإذا خرجنا من عنده عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا، فقال أبو بكر: إنّا لنفعل ذلك. فأتيت النبي ﷺ فذكرت له ذلك فقال: «يا حنظلة، لو كنتم عند أهليكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي الطريق. يا حنظلة، ساعة وساعة ... ولو كنتم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها» «١» . ومثل هذا كان مع أبي هريرة ﵁ قال: قلت: يا رسول الله إنّا إذا كنا عندك رقّت قلوبنا وزهدنا في الدنيا ورغبنا في الآخرة، فقال ﷺ: «لو تكونون إذا خرجتم من عندي كما تكونون عندي لزارتكم الملائكة ولصافحتكم في الطريق، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون حتى تبلغ خطاياهم عنان السماء، فيستغفرون الله فيغفر لهم على ما كان منهم ولا يبالي» «٢» . وهذا يشير إلى الآفاق التي يحيا بها الصحابة الكرام وتساميها، يرتقون فيها، بيد الرسول ﷺ يرفعهم إليها بهذا الدين، ليستمروا عليها في حياتهم ما داموا يستمدون منها. وهم دوما يقتدون بهذا النبي الكريم والرسول العظيم ﷺ. وهذا وحده لا يكون إلا بنبوة ورسالة من الله تعالى إلى خلقه، يحملها من يختاره بحكمته، فاختار محمدا ﷺ واصطفاه ليكون الأسوة الحسنة والقدوة الكريمة لأهل الأرض أجمعين. إنه سيد الأنبياء والمرسلين وقائد البشرية إلى طريق الله المنير. * السيرة بناء وارتقاء: وكان الصحابة الكرام يترقّون ويرتقون في سلّم الهداية ويرفلون في نعمة

(١) حياة الصحابة، (٣/ ٥٠)، (٣٢٠) رواه مسلم وآخرون. (٢) حياة الصحابة، (٣/ ٣٢٠) . وتجد تمام الحديث في مسند الإمام أحمد، ٢/ ٣٠٤- ٣٠٥.

1 / 99