The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
66

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Yayıncı

دار ابن الجوزي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

محرم ١٤٢٤هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

وكلمته ألقاها إلى مريم...................................................

أما عقيدتنا نحن فيه: فنشهد أنه عبد الله ورسوله، وأن أمه صديقة، كما أخبر الله تعالى بذلك، وأنها أحصنت فرجها، وأنها عذراء، ولكن مثله عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له: كن، فيكون. وفي قوله: "عبد الله": رد على النصارى. وفي قوله: "ورسوله": رد على اليهود. قوله: "وكلمته ألقاها إلى مريم": أطلق الله عليه كلمة، لأنه خلق بالكلمة ﵇، فالحديث ليس على ظاهره، إذ عيسى ﵇ ليس كلمة، لأنه يأكل، ويشرب، ويبول ويتغوط، وتجري عليه جميع الأحوال البشرية، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ١ وعيسى ﵇ ليس كلمة الله، إذ أن كلام الله وصف قائم به، لا بائن منه، أما عيسى، فهو ذات بائنة عن الله- سبحانه- يذهب ويجيء، ويأكل الطعام ويشرب. قوله: " ألقاها إلى مريم " أي: وجهها إليها بقوله: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ٢. ومريم ابنة عمران ليست أخت موسى وهارون ﵉ كما يظنه بعض الناس، ولكن كما قال الرسول ﷺ كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم٣ فهارون أخو مريم، ليس هارون أخا موسى، بل هو آخر يسمى باسمه، وكذلك عمران سمي باسم أبي موسى. _________ ١ سورة آل عمران آية: ٥٩. ٢ سورة آل عمران آية: ٥٩. ٣ من حديث المغيرة بن شعبة، رواه: مسلم (كتاب الأدب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وما يستحب من الأسماء، ٣/١٦٨٥) .

1 / 73