The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
64

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Yayıncı

دار ابن الجوزي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

محرم ١٤٢٤هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

....................................................................... ذلك بقلوبنا، ونعترف به بألسنتنا، ونطبق ذلك في متابعته ﷺ بجوارحنا، فنعمل بهديه، ولا نعمل له. أما ما ينقض تحقيق هذه الشهادة، فهو: ١. فعل المعاصي، فالمعصية نقص في تحقيق هذه الشهادة، لأنك خرجت بمعصيتك من اتباع النبي ﷺ ٢. الابتداع في الدين ما ليس منه، لأنك تقربت إلى الله بما لم يشرعه الله ولا رسوله ﷺ والابتداع في الدين في الحقيقة من الاستهزاء بالله، لأنك تقربت إليه بشيء لم يشرعه. فإن قال قائل: أنا نويت التقرب إلى الله بهذا العمل الذي أبتدعه. قيل له: أنت أخطأت الطريق، فتعذر على نيتك، ولا تعذر على مخالفة الطريق متى علمت الحق. فالمبتدعون قد يقال: إنهم يثابون على حسن نيتهم إذا كانوا لا يعلمون الحق، ولكننا نخطئهم فيما ذهبوا إليه، أما أئمتهم الذين علموا الحق، ولكن ردوه ليبقوا جاههم، ففيهم شبه بأبي جهل، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن المغيرة، وغيرهم الذين قابلوا رسالة النبي ﷺ بالرد إبقاء على رئاستهم وجاههم. أما بالنسبة لأتباع هؤلاء الأئمة، فينقسمون إلى قسمين: القسم الأول: الذين جهلوا الحق، فلم يعلموا عنه شيئا، ولم يحصل منهم تقصير في طلبه، حيث ظنوا أن ما هم عليه هو الحق، فهؤلاء معذورون. القسم الثاني: من علموا الحق، ولكنهم ردوه تعصبا لأئمتهم، فهؤلاء لا يعذرون، وهم كمن قال الله فيهم: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ ١.

١ سورة الزخرف آية: ٢٢.

1 / 71