35

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Yayıncı

دار ابن الجوزي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

محرم ١٤٢٤هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

....................................................................... ما عهد به إلى عباده، وهي عبادته ﷾ والقيام بأمره، كما قال عزوجل: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ ١ [المائدة: ١٢] . هذا ميثاق من جانب المخلوق، وقوله تعالى: ﴿لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾ ٢ [المائدة: ١٢] هذا من جانب الله- ﷿. وقوله: ﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ ٣: هذه الآية الكريمة فيها أربع وصايا من الخالق عزوجل: الأولى: أن لا نقرب مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن. الثانية: أن نوفي الكيل والميزان بالقسط. الثالثة: أن نعدل إذا قلنا. الرابعة: أن نوفي بعهد الله. والآية الأولى فيها خمس وصايا. صار الجميع تسع وصايا. ثم قال عزوجل: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾ ٤ هذه هي الوصية العاشرة، فقوله: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي﴾ ٥ يحتمل أن المشار إليه ما سبق، لأنك لو تأملته وجدته محيطا بالشرع كله، إما نصا، وإما إيماء، ويحتمل أن المراد به ما علم من دين الله، أي: هذا الذي جاءكم به الرسول ﷺ هو صراطي، أي: الطريق الموصل إليه ﷾. والصراط يضاف إلى الله- ﷿، ويضاف إلى سالكه; ففي قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ ٦ هنا أضيف إلى

١ سورة المائدة آية: ١٢. ٢ سورة المائدة آية: ١٢. ٣ سورة الأنعام آية: ١٥٢. ٤ سورة الأنعام آية: ١٥٣. ٥ سورة الأنعام آية: ١٥٣. ٦ سورة الفاتحة آية: ٧.

1 / 42