287

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Yayıncı

دار ابن الجوزي

Baskı

الثانية

Yayın Yılı

محرم ١٤٢٤هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

رسول الله ﷺ حين أنزل عليه: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ ١ فقال: يا معشر قريش (أو كلمة نحوها) اشتروا أنفسكم،.........................

قوله: "أنزل عليه": أي: أنزل عليه بواسطة جبريل: (وأنذر عشيرتك. قوله: (وأنذر): أي: حذر وخوف، والإنذار: الإعلام المقرون بتخويف. قوله: (عشيرتك): العشيرة: قبيلة الرجل من الجد الرابع فما دون.
قوله: (الأقربين): أي: الأقرب فالأقرب، فأول من يدخل في عشيرة الرجل أولاده، ثم آباؤه، ثم إخوانه، ثم أعمامه، وهكذا. ويؤخذ من هذا أن الأقرب فالأقرب أولى بالإنذار، لأن الحكم المعلق على وصف يقوى بقوة هذا الوصف، وذلك أن الوصف الموجب للحكم كلما كان أظهر وأبين، كان الحكم فيه أظهر وأبين
وقوله: "حين أنزل عليه" يفيد أنه لم يتأخر ﷺ بل قام، فقال: "يا معشر قريش! " أي: يا جماعة قريش. وقريش: هو فهر بن النضر بن مالك، أحد أجداد الرسول ﷺ
قوله: "أو كلمة نحوها": أي: أو قال كلمة نحوها، أي شبهها، وهذا من احتراز الرواة أنهم إذا شكوا أدنى شك قالوا: أو كما قال، أو كلمة نحوها، وما أشبه ذلك! وعليه ف "أو": للشك والتردد.
قوله: "اشتروا أنفسكم": أي: أنقذوها، لأن المشتري نفسه كأنه أنقذها من هلاك، والمشتري راغب، ولهذا عبر بالاشتراء كأنه يقول: اشتروا أنفسكم راغبين.

١ سورة الشعراء آية: ٢١٤.

1 / 294