The Authentic Comprehensive Biography of the Prophet
الجامع الصحيح للسيرة النبوية
Yayıncı
مكتبة ابن كثير
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
إن مقالة هؤلاء عن الآيات يعنون بها الخوارق الماديّة التي صاحبت الرسالات من قبل، والتي لا تقوم حجة إلا على الجيل الذي شاهدها، بينما تقوم حجة الرسالة الخاتمة على كل من بلغته الدعوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ومن ثم جاءت الآيات متلوة في الذكر الحكيم الذي لا تنفد عجائبه، والذي تتفتّح كنوزه لجميع الأجيال في جميع الأحوال: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (٤٩)﴾ [العنكبوت]!
ومع هذا أرادت قريش أن تتحدى الرسول ﷺ بأن يأتيهم بالخوارق الكونيّة: ﴿وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾!
فكان الرد عليهم: ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (٩٣)﴾ [الإسراء]!
إن الأمر ليس مجرد خوارق كونيّة، فالتحدي قائم بالقرآن الكريم، ونقرأ قبل هذه الآيات: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨)﴾ [الإسراء]!
ونقرأ التعقيب على هذا في الآية التالية: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٨٩)﴾ ًا [الإسراء]!
وفي هذه السورة نبصر التحدي الأكبر إنما هو بالقرآن الكريم، وأن الهدف
1 / 128