İslam Devrimi ve Peygamberlerin Kahramanı: Ebu'l Kasım Muhammed bin Abdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Türler
أولاك بنو ماء السماء توارثوا
دمشقا بملك كابرا بعد كابر
وماء السماء هو جد عمرو بن عامر رئيس هذه الهجرة وشيخها، فهو عمرو بن عامر، ويقال له مزيقياء بن ماء السماء.
وهذه المقطوعة الشعرية تحمل الدليل التاريخي على أصل هذه القبائل، واتجاه هجرتها، والأماكن التي استقرت بها. وحسان بن ثابت شاعر مخضرم لا شك فيه.
عهد خزاعة وظهور عمرو بن لحي
ولما تولت خزاعة أمر مكة وصاروا أهلها، ظهر بنو إسماعيل وكانوا قلة، وكانوا على الحياد أثناء الحرب التي وقعت بين جرهم وخزاعة فلم يدخلوا في ذلك، فسألوهم السكنى معهم وحولهم فأذنوا لهم.
وأذنت خزاعة لبني إسماعيل لأنهم كانوا مستضعفين، ولأن بينهم وبين جرهم عداوة قديمة، وهي التي أخرجتهم من الحرم؛ فهي حليفتهم الطبيعية ضد جرهم. وهذا الحادث يدل على أن علاقات القبائل انطوت على نوع فطري من الدبلوماسية.
ويظهر أن مضاض بن عمرو بن الحارث الذي كان لجأ هو وأولاده إلى قنونا وحلي لما رأى عودة بني إسماعيل إلى الحرم؛ طمع هو أيضا في الرجوع إليه، ولعله حن إلى الوطن فأرسل إلى خزاعة يستأذنها في الدخول إلى مكة والإقامة بجوارهم، وذكر لهم أنه ورع قومه عن القتال ونهاهم عن سوء السيرة في الحرم واعتزل الحرب (أي إنه اختار الحياد في الاصطلاح الحديث).
ولكن خزاعة كانت أحزم من أن تنخدع لمضاض؛ لأن الفاتح لا يأمن لمن كان ينصح لقومه المغلوبين بالاستقامة ومكارم الأخلاق ليستتب ملكهم وتثبت أقدامهم؛ فهو أشد عداوة للفاتح لأنه أبعد نظرا وأشد حبا لوطنه، ولم تكن حال مضاض لتخفى على خزاعة وقد كان زعيم جرهم وخطيبهم، وهو الذي نصحهم عندما رأى سوء حالهم ولم يعتزلهم إلا حنقا على مسلكهم الذي أنذرهم بسوء عاقبته، ولم يعتزلهم بغضا فيهم؛ فهذا زعيم يتقى شره ويخشى خطره، وإن كان تقدم إلى خزاعة في لين جانب ورقة حاشية واعتذر إليهم بأنه لم يدخل الحرب ولم يعاد خزاعة، ولكن خزاعة وضعت قاعدة استعمارية؛ وهي تحريم الحرم ومكة؛ بطحاءها وظواهرها، على كل جرهمي. وقال زعيمهم عمرو بن لحي، وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، وحارثة هذا هو أخ لثعلبة الذي افتتح مكة وغلب جرهم على أمرها بعد مفاوضته. قال عمرو بن لحي المذكور لقومه: «من وجد منكم جرهميا قد قارب الحرم فدمه هدر!»
ويظهر أن خزاعة لم تكتف بهدر دماء كل جرهمي، بل أباحت أموالهم أيضا؛ فقد نزعت إبل لمضاض من مراتعها في قنونا تريد مكة فخرج في طلبها حتى وجد أثرها قد دخلت مكة فمضى على الجبال من نحو أجياد
Bilinmeyen sayfa