İslam Devrimi ve Peygamberlerin Kahramanı: Ebu'l Kasım Muhammed bin Abdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Türler
صلى الله عليه وسلم
صرخة غير منتظرة ودعوة غير مرغوب فيها، وقد ألف القوم راحة ولذة الأسفار، وذاقوا طعم القوة التي يجلبها الغنى، وركنوا إلى النعمة التي يسبغ المال أذيالها على ذويه؛ فكل ما يقال عن يقظة العرب الروحية قبل البعثة المحمدية وظهور الإسلام باطل ولا مكان له من الحقيقة.
عقلية الجاهلية بين الوثنية والتوحيد
كان هبل زعيم آلهة قريش وأوثانها. زعم بعض المستشرقين مثل ويلهاوزن أن هبل ترقى حتى صار الإله الأكبر أو الله، سبحانه وتعالى علوا كبيرا عن هذا الظن الأثيم. وزعم بعضهم أن الله كان ذكرا وكانت أنثاه اللات! وهذا وهم رده علماء المشرقيات أنفسهم، ولكن قريشا كانت كلما عظمت قوتها ضمت آلهتها إلى آلهة القبائل الأخرى السابقة لها في القدم، فتشركها معا كما أشركت اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى.
وهذا أصل استعمال كلمة «الشرك» في الإسلام.
قلنا إنهم خصصوا لكل إله وظيفة معينة، وقد صح هذا بعد أن رحل العرب إلى مصر واليونان، ورأوا في عبادات هذين الشعبين تخصص الأرباب! ولكن مآل المذهب السابق لهذا الشرك الشرقي كان أن تحصر كل قبيلة سائر الفضائل والقوى في وثنها المعبود، فإذا حالفت قبيلة أخرى ضمت المعبودين فتآخيا تآخي القبيلتين، وحتى آلهة أعدائهم كانوا يقدسونها ويضمونها إلى حظيرة أربابهم استرضاء لها وإن كانوا لا يعبدونها! ولعلهم شعروا شعورا غامضا بالرغبة في توحيد العبادات.
وكانت هذه المعبودات حجارة وأصناما وأشجارا، ولم يكن مصدرها رسالة أو نبوة أو كتابا منزلا، إنما كان مصدرها الوراثة، فقالوا في مواطن شتى إنهم يعبدون ما وجدوا على عبادته آباءهم.
إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون (سورة الزخرف).
وهبل هو بل والهاء أداة التعريف باللغة الكنعانية.
كان للمصريين كتب مقدسة وأساطير وإلهام واختلاط بين الأرض والسماء، وكان اليونان يعبدون زيفس وجوبيتر وبعض الكواكب، وموضعها السماء أو العلى في قمة جبل أولمب، ولكن قريشا كانت تعبد أربابا سفلية منشؤها الأرض؛ فهي حجارة وأشجار وتهاويل؛ وإذن لم تكن لهم قبل الإسلام علاقة بالسماء، ولكن الإسلام مرتبط بملة إبراهيم، وقد جدد الصلات بالأنبياء المبعوثين إلى عاد وثمود كصالح وهود - وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وأسعد بن معدي كرب وصاحب الأخدود - أنبياء بعثوا لبعض القبائل قبل الإسلام، بالدو والدهناء وعالج ويبرين ووبار والحجر ومدين.
Bilinmeyen sayfa