فقال بالهدوء نفسه: كل شيء يهون إلا جريمة القتل. - ماذا تعني؟ - أعني أن العدالة يجب أن تتحقق. - رجب على استعداد.
فقاطعه: إنما أعني قتل الرجل المجهول.
تبادلوا نظرات غريبة، ثم هز علي السيد منكبيه قائلا: الأهم أن تعود إلى حالتك الطبيعية. - عدت إليها تماما فشكرا، إني أتكلم عما يجب عمله بعد ذلك. - ولكنني لا أفهم ما تعنيه يا عزيزي؟! - ليس كلامي غامضا بحال، إني أعني القتيل المجهول، وأقول إن العدالة يجب أن تتحقق!
ابتسم علي السيد ابتسامة حائرة بلهاء، ثم قال: ها أنت ترانا في غاية من التعاسة ولم يبق إلا أن ننفجر هالكين. - يجب أن تأخذ العدالة مجراها. - الكلام يتعبك ولا شك. - يجب الإبلاغ عن الجريمة فورا. - إنك لا تعني ما تقول. - بل أعنيه بكل دقة ووعي. - شيء لا يصدق. - صدقه فهو حقيقي مؤكد. - ولكن القضية لم تهمك قط! - لا يهمني الآن سواها.
وجاء أحمد بكأس ويسكي ولكنه رفضه شاكرا، فأراد أن يلف له سيجارة إلى أنت تنضج القهوة، ولكنه قال بأنه سيفعل ذلك بنفسه في الوقت المناسب، وقالت له ليلى برجاء: بالله لا تزدنا تعاسة! - إنه قضاء لا راد له. - لقد انتهينا من ذلك وسمارة نفسها قد رحمتنا. - قلت ما فيه الكفاية.
وقال خالد بعصبية: يا جماعة علينا أن نذهب! لقد مسنا الجنون ولن يزيده اجتماعنا إلا استفحالا. - ولكني سأذهب إلى النقطة بنفسي فليكن ذلك في علمكم.
تركزت عليه الأنظار بذهول. وحول رجب وجهه إلى النيل لينفخ غضبه في الهواء. وقال أحمد نصر: لست في كامل وعيك. - بل في كامل وعيي. - أتدري ما هي العواقب؟ - أن ينال كل جزاءه.
فصاح رجب بأعلى صوته: إنه بائس مرفوت ولا يهمه في شيء أن يندك المعبد على من فيه!
فصاح به علي السيد: اسكت أنت! إنك المسئول الأول عن كل شيء فلا تنطق بكلمة!
ثم التفت إلى أنيس قائلا بحرارة: أتصورت حقا أن نتخلى عنك في محنتك؟ ليس من المحتوم أن ترفت، وإذا رفت فنحن وراءك ومعك حتى تجد عملا آخر. - شكرا ولكن لا علاقة بين هذا وذاك. - بالله كان معقولا! لا سبب في الدنيا كلها يبرر موقفك، حتى سمارة اقتنعت برأينا، إني لا أفهمك!
Bilinmeyen sayfa