وقيل : المؤمنين من كل أمة وأعاده ليبين المشهود عليهم أو اليوم الذي يشهدون فيه .
وقيل: أراد هنا شهادة الجوارح.
وقيل: الأول الحفظة، وهذا الرسل، وفي هذا ما قال أبو علي: إن كل عصر لا يخلو من عدول، والدلالة مجملة.
قوله تعالى:
{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.
روي عن ابن مسعود أنه قال: هذه أجمع آية في كتاب الله، ولما تلاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عثمان بن مظعون، قال: ذلك حين استقر الإيمان في قلبي.
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما قرأها على الوليد بن المغيرة قال: يابن أخي أعد؟ فأعاد، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وأن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو بقول بشر.
وقال أبو جهل: إن الله يأمر بمكارم الأخلاق.
واعلم أن الله سبحانه قد أمر فيها ثلاثة أشياء ,ونهى عن ثلاثة،
أما ما أمر به فالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى.
واختلف المفسرون :
فقيل: العدل :هو الفرض؛ لأن الله تعالى عدل فيها على عباده فكلفهم ما يطيقونه.
والإحسان :هو الندب، وإنما جمع بنيهما في الأمر؛ لأن الفرض لا يكاد يخلو من النقصان والنفل كالجابر له، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا)).
وعن ابن عباس: العدل ,والتوحيد ,والإحسان ,:أداء الفرائض :وهكذا عن مقاتل ,وعطاء.
وقيل: العدل في الأفعال, والإحسان في الأقوال.
وقيل: العدل في معاملة غيرك، والإحسان مع نفسك فلا تلقها في العذاب.
وقيل: الإحسان التفضل مع الناس ,فيدخل في ذلك الإحسان بالأموال, والأخلاق والإرشاد، والسعي الجميل.
وعن ابن عيينة: العدل استواء السر والعلانية. والإحسان:كون السر أحسن.
Sayfa 128