وفي الحديث عنه -عليه السلام-: ((طلب الحلال فريضة بعد الفريضة)).
وفي السفينة عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((من طلب الدنيا حلالا سعيا على أهله، وتعطفا على جاره، واستعفافا عن المسألة لقي الله ونور وجهه كالقمر ليلة البدر)).
ولما دخل صلى الله عليه وآله وسلم على أهل قباء وأخبروه بانقطاعهم وتوكلهم على الله لم يزل بهم حتى تفرقوا، وصاروا بعد ذلك أهل التجارات.
قال في منتخب الأحياء: قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع الصديقين والشهداء)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله يحب العبد يتخذ المهنة ليستغني بها من الناس، ويبغض العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة)).
وفي الحديث: ((إن الله تعالى يحب المؤمن المحترف )).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((عليكم بالتجارة فإن فيها تسعة أعشار الرزق)) إلى غير ذلك.
قلنا: أما إضافة الرزق إلى الله تعالى، وأنه الخالق له فهذا مذهب عامة أهل الإسلام؛ لأن الرزق من الأعيان، وسائر المنافع لا يقدر على اتخاذها إلا الله تعالى.
وقالت المطرفية: إن الرزق فعل العبد يحصل بالحيل.
قلنا: قد يضاف تارة إلى الله تعالى، :وذلك ما لا سبب فيه من العبد، وتارة يضاف إلى العبد :وهو ما يكون سببه منه :كالتصيد والاحتطاب ونحو ذلك، وليس ذلك بموجب فقد ينصرف ويتجر شخص ولا يحصل له رزق، ويتجر آخر ويحصل الرزق، وذلك إنما يكون من علم الله تعالى بالمصلحة.
وأما الأفضل من الاتكال والإهمال أو من السعي بالذي تظاهرت به الأدلة: إن السعي أفضل.
Sayfa 123