قوله تعالى:{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار
الذين يضلونهم}
هذه اللام - في قوله ليحملوا-: هي لام العاقبة.
وثمرة الآية:
أن مسبب المعصية يعاقب عليها (1) , وفي الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((أيما داع دعا إلى هدى فاتبع فله مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء، وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) هكذا رواه في التهذيب.
ومثل هذا إذا أوصى إنسان بأنواع من القرب كان له ثواب بفعل من أوصاه؛ لأنه مسبب، وهذا يرد في صور كثيرة، مثل المبتدئ بالسلام يكون ثوابه أكثر؛ لأنه مسبب للرد.
وأهل البدع والمكوس يعاقب الشارع لها، وكذا من شرع طريقا في أرض الغير ظلما عوقب على مرور غيره وما أشبه ذلك.
أما لو كان الفعل حسنا في نفسه قربة أو مباحا ,ولم يقصد فاعله أمرا محذورا :كأن يعمر معقلا ليكون هيبة على الكفار أو نسلم من الظلمة، ثم حصل بذلك ظلم من ذريته أو من غيرهم لتقويتهم بذلك فلا شيء عليه.
قوله تعالى:
{والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا}.
قيل: أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه حين ظلمهم أهل مكة فروا بدينهم إلى المدينة، ومنهم من هاجر إلى الحبشة، ثم أتى المدينة فجمع بين الهجرتين.
وقيل: هم المعذبون في مكة بعد هجرته صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة منهم: بلال, وصهيب, وخباب ,وعمار.
وروي :أن صهيبا استفدى بماله وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له أبو بكر: ربح البيع، وقال عمر: (نعم الرجل صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه).
وثمرة ذلك :
Sayfa 117