ولقد حكى الشيخ أبو جعفر : أن الناصر -عليه السلام- كان لا يشرب في الأقداح المخروطة.
وفي سنن أبي داود أنه دعي إلى طعام فجاء فوضع يديه على عضادتي الباب فرأى القرام قد ضرب في ناحية البيت فرجع، فتبعه علي وقال: يا رسول الله ما ردك؟ فقال: ((إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا)) في الضياء القرام الستر الرقيق، كذلك يكره النظر إلى مواكب الظلمة إلا أن ينظر ليتذكر أحوال الآخرة، فإذا سمع نفخ البوق ذكر قوله تعالى: {ونفخ في الصور} وإذا رأى اختلاف اللباس تذكر اختلاف لباس الآخرة قوم يلبسون الحلل، وقوم يلبسون القطران، عاليهم ثياب سندس، وقطعت لهم ثياب من نار إلى غير ذلك.
الثمرة الثالثة : أنه لا ينبغي الحزن على من مات من أهل الدنيا الذين لا يعد بقاهم زيادة في الدين ونصرة له، بل يحمد الله تعالى على حصول النعمة بزوالهم.
الرابعة: تعلق بقوله تعالى واخفض جناحك للمؤمنين، وذلك عبارة عن التواضع للمؤمنين وعدم التكبر، وحسن الخلق، وقد بوب العلماء في ذلك أبوابا للترغيب فيها.
قوله تعالى:
{فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين}.
قيل: كان مستحقا حتى نزلت، وفي ذلك دلالة على وجوب إظهار الحق والإعلام به مع الأمن، وجواز إخفاء الحق مع الخوف.
قوله تعالى:
{فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}
قيل: أراد التنزيه له.
وقيل: الصلاة بأمر الله وكن من الساجدين أي : من المصلين، والدلالة مجملة.
وعن الضحاك قيل: سبحان الله وبحمده.
وقيل: المراد: افتتح الصلاة بقولك: سبحانك اللهم وبحمدك ويتممها بالسجود، وبيان الأقوال من جهة السنة، والحقيقة في التسبيح التنزيه.
قال جار الله: وفي الحديث أنه كان إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة.
Sayfa 111