{ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات}.
ثمرة هذة الجملة:
أنه ينبغي للوالد أن يرتاد لولده سكنى بلد يكون فيها أقرب إلى فعل الطاعة، وأنه ينبغي الدعاء للولد كما فعل إبراهيم.
قوله تعالى:
{ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين}.
ثمرة ذلك:
استحباب الدعاء للنفس وللوالدين وللمسلمين.
إن قيل: كيف دعا بالمغفرة لأبويه مع كفرهما؟
قلنا: في ذلك وجوه:
الأول: أنه أراد آدم وحوى.
الثاني: أنه أراد من أسلم لا أبويه الأدنيين.
الثالث: أنه دعاء على حكم العقل، ثم منع الشرع.
الرابع: أنه دعاء باللطف، فمعنى اغفر لي ولوالدي، أي : هب لنا لطفا يقودنا إلى الإيمان.
الخامس: أن ذلك كان على موعد من أبيه بالإيمان، قيل: وكذا أمه، وقيل: بل كانت أمه مؤمنة.
سورة الحجر
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:
{ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}
قيل: هذه المقارة منسوخة بآية السيف.
وقيل: لا نسخ؛ لأنه ورد على سبيل التهديد.
قوله تعالى:
{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}
قيل: المراد من تقدم ولادة وموتا، ومن تأخر، ومن خرج من أصلاب الرجال، ومن لم يخرج بعد ، أومن تقدم في الإسلام وسبق إلى الطاعة، ومن تأخر.
وقيل: المتقدمين في صفوف الجماعة والمستأخرين.
وروي أن امرأة حسناء كانت في المصليات خلف رسول الله وكان بعض القوم يستقدم لئلا ينظر إليها، وبعضهم يستأخر لينظرها فنزلت، وهذا مروي عن ابن عباس، وورد قوله : ((خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)).
Sayfa 107