159

Thalathia Al-Burda

ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Yayıncı

دار الكتب القطرية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٠

Yayın Yeri

الدوحة

Türler

وبعد أن مدح الرسول ﷺ وتوسل إليه بدأ في مناجاته وعرض حاجاته ابتداء بقوله:
يا أكرم الخلق ما لي من الوذ به ... سواك عند حلول حادث العمم
ففي هذه المجموعة من الأبيات يناجي البوصيري الرسول الكريم ﵊ بأن يكون شفيعه عند رب العرش العظيم. ويلاحظ أن حاجة البوصيري التي عبر عنها في هذه الأبيات أمر يخصه هو شخصيا وليس هناك من مأخذ في هذا على الإمام البوصيري، فالإنسان هو المسئول عن عمله وهو الذي يجازي به، وبعد مناجاة الرسول يخاطب الإمام البوصيري نفسه في لحظة لا شعورية هائما محاولا أن يزيل عنها اليأس والقنوط لأن رحمة الله قد وسعت كل شيء، وفي هذا تقرب إلى الله ﷾ ورجاء أن يغفر ذنبه مهما عظم ثم يستمر في التضرع إلى الله ﷾ والرجاء أن يلطف به في الدنيا والاخرة وأن يصلي على رسوله دائما وأبدا فهو الشفيع له في خلقه.
ويختتم الإمام البوصيري قصيدته بأعذب مناجاة وأخلص رجاء يطلبه المحب العاشق لحبيبه ومعشوقه، والحبيب هنا هو المصطفى ﷺ والمحب هو الإمام البوصيري، فيرجو الله أن يصلي على رسوله صلاة دائمة في كل الأوقات.
ويلاحظ أن البوصيري قد بدأ هذا الجزء الخاص بالمناجاة بتعبير (يا أكرم الخلق) ولكن نجد هذا الاستهلال في مراجع أخرى واردا بتعبير (يا أكرم الرسل) وان كنت أميل إلى التعبير الأول ففيه الشمولية التي يريدها البوصيري لتعظيم مكانة الرسول ﷺ ورفع شأنه وتمهيد للاستعانة به والتوصل إلى الله ﷾.
أما الملاحظة الثانية فهي أن هناك أبيات قال البعض عنها أنها سقطت من البردة، ويؤكدون انتسابها للإمام البوصيري بعد أن روجعت النسخ المحفوظة في كثير من دور الكتاب وهذه الأبيات تبدأ بقوله: -
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا ... واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

1 / 169