Üç Erkek ve Bir Kadın
ثلاثة رجال وامرأة
Türler
قال الرجل: إنه لا مستأجر اليوم، ومن شاء أن يستأجره بضعة أيام فله ذلك.
فالتفت حمدي إلى محاسن، فأطرقت، وقد صبغ وجهها الحياء، وطافت برأسها صور لها إغراؤها، وأخرى تخاف وتتقى، وكان يغريها طيب المكان، وإمكان الإخلاد إلى حمدي بالثقة، ولكن الحذر لا يمنع القدر كما لم يمنعه من قبل، وإن حمدي ليحبها، ولكن هل لها أن تأتمنه؟ وفي خلوة تامة كهذه؟ أو هل تأمن نزق نفسها؟ وإذا بدا له منها أنها قد لا تبالي التضييع فماذا يكون رأيه فيها؟ وهبه احتج عليها بأنها ضيعت فلا خوف من زيادة التضييع فماذا تصنع؟
وهاجت حرقاتها على سوء حظها وعلى أبيها، هذا رجل كأنما صاغه الله على هواها، ولكن سوء الحظ يأبى إلا أن تكون له زوجة لا يملك أن يفارقها حتى تطلقه، وأن له إذا شاء أن يتزوج؛ فما انقلب امرأة بأن صار الطلاق لامرأته، ولكنه لا يقدم على ذلك حتى يقع على عمل يغنيه عن عمله في ضيعة امرأته، وما هو بمسحت؛ فإن له لخربة يعيش منها إذا راض نفسه على القناعة، ولكنه يتحرج أن يتزوج وهو مخف، فهل تستطيع يا ترى أن تقنعه بالاكتفاء بهذا القليل، حتى يأتي الكثير؟ هذا أمل تسأل الله أن يتحقق، ولعله إذا تحقق يفتح باب الفرج، فتطلقه تلك الزوجة التي تكتفي من الزواج بوثيقة، لا يدري أحد لماذا، إلا أن يكون بها حب من فرت منه، وهل كان لا بد أن تتزوج هذا لتفر من ذاك؟ أما إنها لخرقاء مدلهة!
وأبوها ما الرأي فيه؟ إنه إن يعلم أن خطيبها زوج أخرى يأب ويركب رأسه، ولهو أحرى أن يلج في العناد إذا علم أن العصمة بيد الزوجة؛ فإنه متكبر متجبر - على أهله على الأقل - والرجل عنده هو الرجل، والمرأة هي المرأة، وما عدا ذلك كلام فارغ، فهل تخفي هذا وتكتمه عنه؟ لم لا؟! وما شأنه هو؟! وهل يقبل حمدي أن يغالط أباها؟ أم ترى الرأي أن تتزوجه أولا ثم تواجه أباها بالأمر الواقع؟ فهل تؤاتيها الشجاعة يا ترى؟ نعم، تؤاتيها، وما عليها إلا أن تصكه بالحجر الذي وضعه في يدها في هذا الصباح ... وأمها المسكينة؟ تتركها تحتمل الإهمال والضنك والشكاسة وحدها؟ إن أمها صابرة أواهة، ولكن محاسن لا تقوى على تركها تكابد هذه الشقوة بلا معين، أفلا سبيل إلى تدبير يرفه عن هذه المسكينة؟ ألا يمكن أن تشاور في أمرها حمدي؟ ولكن المشاورة تحوج إلى الكشف عن سيرة أبيها، وهذه فضيحة يجب أن تستر وتطوى وإذا كان أبوها غير أهل للرحمة؛ فإنها هي قد تضرس بالحصرم الذي يأكله هو. وهو أبوها، كائنا ما كان ما يصنع، وإنها لمن لحمه ودمه، وليس الدم ماء، ولقد حرصت على كتمان خبره عن أمها؛ حتى لا تزيد حرقة كبدها، ولأنه يعز عليها - ولا يهون - أن تكون هي التي تفضح أباها، ولكن هذا لا يوجب أو يسوغ أن تشقى هي وتحرم حقها في الحياة.
والخلاصة؟ إن عين حمدي في عينها، بل في قلبها، فماذا توحي إليه؟ ماذا يكون جواب عينها، أو قلبها، أو ... لا تدري، فإن الجواذب من هنا وها هنا تتركها متحيرة، ضالة، لا تهتدي.
ولم تجب عينها بشيء؛ لأنها خرجت من لا، ونعم، بأن دارت على عقبها، ومضت إلى حافة الشرفة، ووقفت تنظر إلى البحر.
وأقبل حمدي عليها بعد هنيهة يقول: بعد الغداء أذهب وأجيء بحقبتك وحقيبتي، فإن هذا خير من الفنادق، وفي البيت ثلاث غرف للنوم، ثلاثة، فاهمة؟
فما راعها هي إلا أنها دارت وواجهته، ودفعت يديها فطوقت عنقه، وتعلقت به، فأهوى على فمها بالقبلات.
وكان صاحب الكازينو قد نزل، وصعد عينه، فرآهما متعانقين فهز رأسه الذي أخذ من جبينه أكثر مما يأخذ نهار الصيف من ليله وتمتم: شباب، شباب، إيه، يا خسارة.
الفصل الخامس
Bilinmeyen sayfa